تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

وقوله تعالى: {ما يفرقون به بين المرء وزوجه}

صفحة 180 - الجزء 1

  النصيحة، فيقولان: لا تكفر بتعلمه معتقدا أنه حق، وإذا قلنا: إنهما رجلان ضالان، فالمعنى في قولهما: {فَلا تَكْفُرْ} أي: إنما نحن كفار ضلال فلا تكفر.

  وقوله تعالى: {ما يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ} قيل: بما يحصل من التميمة ونحوها مما يبغض، وقيل: بما يلقيه الله تعالى من الفرك⁣(⁣١).

  ابتلاء واختبارا عند ذلك.

  وقيل: لأن من تعلّمه معتقدا ارتد، فعند ذلك يفرّق بينه وبين زوجته.

  وقوله تعالى: {إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ} قيل: اراد بعلم الله، ونظيره {فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللهِ}.

  وقيل: بفعل الله؛ لأنه تعالى ربما أحدث فعلا، وربما لم يحدث.

  وقيل: بالأمراض التي من جهة الله تعالى، وتحصل عند شرب السموم.

  وقوله تعالى: {وَيَتَعَلَّمُونَ ما يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ} يعني: ما يصيرون به إلى العذاب.

  يؤخذ من جملة ذلك أحكام: الأول: أن النصيحة من المعلم للمتعلم واجبة لذلك قال الملكان: {فَلا تَكْفُرْ} بتعلمه معتقدا للصحة⁣(⁣٢).

  الثاني: أن تعليمه وتعلمه، ليعرف بطلانه جائز، لذلك علماه


(١) الفرك - بكسر الفاء - البغضة عامة، وقيل: الفرك: بغضة الرجل امرأته، أو بغض امرأته له، وهو أشهر. لسان العرب. وقد استعير لغير المرأة، ومنه الحديث (الحب من الله، والفرك من الشيطان).

(٢) في ب (لصحته).