تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر}

صفحة 208 - الجزء 4

  وللآية ثمرات:

  منها: النهي عن الازدراء بفقراء المؤمنين وأن تنبو عنهم الأعين لرثاثة زيهم، وتطمح إلى زي الأغنياء، وحسن شارتهم⁣(⁣١) والحث على مخالطتهم ومجالستهم.

  وقد قال # في آخر الخبر: «وخالط أهل الذلة والمسكنة».

  وقد أفرد الحاكم | في السفينة بابا في حب المساكين، وروى فيه أخبارا وترغيبات.

  منها: ما روي عن أبي ذر | أوصاني خليلي رسول الله ÷ بسبع: (أوصاني: بحب المساكين، والدنو منهم، وأوصاني: أن انظر إلى من هو دوني، ولا انظر إلى من هو فوقي، وأوصاني: أن أقول الحق وإن كان مرا، وأوصاني: أن أصل رحمي ولو أوذيت، وأوصاني: أن لا أخاف في الله لومة لائم، وأوصاني: أن لا اسأل الناس شيئا، وأوصاني: أن استكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله، فإنها من كنوز الجنة).

  وكان سليمان بن داود # إذا دخل المسجد ونظر إلى مسكين جلس إليه وقال: (مسكين جالس مسكينا).

  وفي الحديث: عن النبي ÷ أنه كان يقول: «اللهم أحيني مسكينا، وأمتني مسكينا، واحشرني في زمرة المساكين».

  وفي الحديث: عنه #: «يدخل فقراء المؤمنين الجنة قبل أغنيائهم بنصف يوم من أيام الآخرة وهو خمسمائة سنة».


(١) الشارة والشوار اللباس والهيئة تمت.