قوله تعالى: {فانطلقا حتى إذا ركبا في السفينة خرقها قال أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا فانطلقا حتى إذا لقيا غلاما فقتله قال أقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض فأقامه قال لو شئت لاتخذت عليه أجرا}
  لقد لقى الأقران منه نكرا ... داهية دهياء إدّا إمرا(١)
  وقيل: الإمر: الفاسد يقال: رجل إمر أي: ضعيف الرأي. وقيل: العجيب.
  قيل: ثم مر الخضر بغلمان يلعبون فأخذ غلاما طريفا وضيء الوجه فذبحه، عن سعيد بن جبير، وقيل: ضرب برأسه الحائط.
  وقيل: فتل عنقه، وقيل: ضربه برجله فقتله، فقال موسى #: {أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً}، قرئ (زاكية) بألف وقرئ (زكيّة) بغير ألف.
  قيل: معناهما واحد وهي الطاهرة.
  وقال أبو عمرو: الزاكية: التي لم تذنب، والزكيّة: التي أذنبت ثم تابت.
  وقول موسى #: {لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً}، قرئ بسكون الكاف وضمها، والنكر: هو المنكر.
  وعن الأصم، وقتادة: هو أعظم من الأمر؛ لأن القتل أشد في القبح من خرق السفينة؛ لأنه يمكن إصلاحها، وقيل: بل خرق السفينة أعظم؛ لأن قتل نفس واحدة أهون من قتل نفوس.
  فلما أتيا القرية وهي أنطاكية: عن ابن عباس.
  وقيل: الأيلة وهي أبعد أراض الله من السماء فوجد فيها جدارا، قيل: كان بناه رجل صالح، وكان بناه على ظهر الطريق تمر تحته الناس، وكان طوله في السماء مائة ذراع: عن وهب.
(١) رواه في الكشاف وفي شرحه في الحاشية رواه بلفظ:
لقد لقي الأقوام منّي نكرا ... داهية دهياء إدّا إمرا
والنكر: المنكر. والداهية: الحادثة المكروهة من شدائد الدهر. والدهياء المبالغة في شدتها. والإد: المنكر كل الإنكار. والإمر: الشيء العظيم.
والمعنى يصف نفسه بشدة النكاية للأعداء ويجوز أن يكون الكلام من قبيل التجريد تمت.