قوله تعالى: {وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء وهم يتلون الكتاب كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم}
  إن الكفر ملة واحدة؛ لأنه تعالى سماهم باسم واحد في قوله لنبيه ÷: {قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ}[الكافرون: ١] فإذا ثبت ذلك، وأنهم ملل مختلفة فلا مناكحة بينهم، كما لا يتزوج الكافر بمسلمة، والخلاف لمن سبق.
  ولا موارثة بينهم، لقوله ÷: (لا يتوارث أهل ملتين مختلفتين) وقد روي ذلك عن شريح(١)، وابن أبي ليلى(٢)، ويثبت الميراث بينهم على القول الآخر، وقد روي ذلك عن زيد بن ثابت(٣)، وابن مسعود، وابن عباس.
= أصحابه ودفنوه في مجرى ماء، وفي الثاني صاح صائح جيش بني أمية من يدلهم على القبر؟ فدلهم غلام فأخرجوه وصلبوه أربع سنين، ظهرت له كرامات عظيمة، وبعدها أحرقوه بالنار، قال السيد:
لم يشفهم قتله حتى تعاوره ... قتل وصلب مع التحريق بالشرر
قال الواقدي: سنة ١٢١ هـ، وقال ابن إسحاق: سنة ١٢٠ هـ وهو ابن اثنتين وأربعين سنة.
(١) شريح هو: شريح بن الحارث بن قيس الكندي، القاضي، من كبار التابعين، استقضاه عمر على الكوفة، فأقام قاضيا خمسا وسبعين سنة، إلا ثلاث سنين في أيام الحجاج، وكان أعلم الناس بالقضاء، وقال له أمير المؤمنين علي #: اذهب فإنك من أفضل الناس. توفي شريح | سنة ٨٧ هـ وهو ابن مائة سنة، وقيل غير ذلك.
(٢) ابن أبي ليلى: هو محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، الأنصاري، الكوفي، الفقيه، تفقه على الشعبي، وأخذ عنه سفيان الثوري، وكان يقول: فقهاؤنا ابن أبي ليلى، وابن شبرمة، وقال عطاء: هو أعلم مني، وكان حاكما ثلاثا وثلاثين سنة، وكان أبو حنيفة | يخطيه حتى منع أبو حنيفة من الفتوى، وإذا قال الفقهاء: ابن أبي ليلى، فهو محمد، وإذا قال المحدثون: ابن أبي ليلى، فهو والده عبد الرحمن، وجده أبو ليلى صحابي جليل، وكانت ولادته سنة ٧٤ هـ وتوفي سنة ١٤٨ هـ |.
(٣) زيد بن ثابت هو: زيد بن ثابت الضحاك بن لواذن، الأنصاري، النجاري، أبو سعيد، وأبو خارجة، صحابي مشهور، واحد أهل الفرائض، كان يكتب الوحي، وتولى جمع القرآن، قال مسروق: كان من الراسخين في العلم، مات سنة خمس، أو ثمان وأربعين، وقيل: بعد الخمسين.