تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء وهم يتلون الكتاب كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم}

صفحة 195 - الجزء 1

  أبو حنيفة، وأحد قولي الشافعي، ورواه أبو جعفر⁣(⁣١) عن زيد بن علي⁣(⁣٢):


ولو أنه نادى المنادي بمكة ... بخيف منى في من تضم المواسم

من السيد السباق في كل غاية ... لقال جميع الناس لا شك قاسم

قال في الطبقات: كان مبرزا في أصناف العلوم وبراعتها تصنيفا، ومن أراد أن يعلم براعته في الفقه، ودقة نظره في دق الاجتهاد، وحسن ترتيبه في انتزاعه الأحكام، وترتيب الأخبار، وحسن معرفته باختلاف العلماء فلينظر في أجوبته في المسائل، كان بحرا في علم الكلام، وروى السيد أبو طالب في الإفادة وغيره أن جعفر بن حرب لما حج دخل على القاسم #، فجاراه في دقيق الكلام ولطيفه، فلما خرج من عنده قال لأصحابه: أين يتاه بأصحابنا عن هذا الرجل، والله ما رأيت مثله، قال أبو طالب: وكان في مصر داعيا لأخيه محمد، فلما مات بث دعاته في الآفاق، فأجابه عوالم، في بلدان مختلفة، ولبث في مصر عشر سنين، ثم اشتد عليه الطلب من عبد الله بنطاهر، فعاد إلى الكوفة، وكانت البيعة الكاملة في بيت محمد بن منصور سنة ٢٢٠ هـ بايعه أحمد بن عيسى، وعبد الله بن موسى، والحسن بن يحي، فقيه الكوفة، ومحمد، ثم جال البلدان، وآل أمره أن سكن الرس، إلى أن توفي سنة ٢٤٢ هـ وفي اللآلي سنة ٤٤ هـ وهو الصحيح، لأن الهادي ولد قبل موته بسنة، وولادة الهادي سنة ٢٤٥ هـ، روى له كل الأئمة.

(١) أبو جعفر هو: الإمام الحافظ، مسند الأئمة محمد بن منصور المرادي.

(٢) زيد بن علي هو: الإمام زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب $، الحسيني، أبو الحسين المدني الإمام الحجة، إمام الزيدية، وقائم آل محمد، ودرة عقدهم المنضد، قال أخوه الباقر #: والله لقد أوتي أخي علم الدنيا فاسألوه، فإنه يعلم ما لم نعلم، وقال أيضا: لقد أوتي زيد علينا من العلم بسطة، وقال الصادق: كان زيد أفقهنا وأقرأنا، وأوصلنا للرحم. وقال أبو إسحاق السبيعي: لم أر مثل زيد أعلم، ولا أفضل، ولا أفصح في أهل البيت. وقال الشعبي: ما ولد النساء أفضل من زيد، ولا أشجع، ولا أزهد، وقال أبو حنيفة: ما رأيت أفقه منه، ولا أعلم، قال ابن عنبة: مناقبه أجل من أن تحصى، وفضله أكثر من أن يوصف، بايع زيدا خمسة عشر ألفا من الشيعة وغيرهم، وأقام بالعراق سبعة عشر شهرا، وخرج سنة ١٢١ هـ، قال سعيد بن خيثم: تفرق أصحابه حتى بقي في ثلاثمائة وبضع عشرة، وتتابع الحرب حتى رمي # في جبينه، ثم رجع =