تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم}

صفحة 416 - الجزء 4

  وقيل: نزلت في يتيم كان في حجر أبي بكر، حلف أن لا ينفق عليه: عن الحسن، ومجاهد.

  وقيل: أقسم ناس من الصحابة - منهم أبو بكر - أن لا يتصدقوا على رجل تكلم بشيء من الإفك.

  وقراءة العامة: (ولا يأتل) بتقديم الألف قبل التاء، وبكسر اللام مخففة من الألية، وهي القسم.

  وقيل: هو من قول العرب: ما ألوت جهدا في كذا.

  وقرأ أبو رجاء العطاردي، وزيد بن أسلم وغيرهما، (ولا يتألّ) بتقديم التاء قبل الألف واللام مشددة مفتوحة.

  وهذه الآية لها ثمرات:

  الأولى: أنه ينبغي لمن حلف أن لا يفعل إحسانا أن يحنث.

  وقد قال جار الله: وكفى به داعيا إلى المجاملة، وترك الاشتغال بالمكافأة إلى المسيء.

  وروي لأبي بكر - في مسطح وكان يدعى عوفا - شعرا⁣(⁣١):

  يا عوف ويحك هلا قلت عارفة ... من الكلام ولم تبتغ به طمعا

  وأدركتك حميا معشر أنف ... ولم تكن قاطعا يا عوف منقطعا


(١) وهو في الديوان على هذه الألفاظ:

يا عوف ويحك هلا قلت عارفة ... من الكلام ولم تتبع به طبعا

او ادركتك حميا معشر انف ... ولم تكن قاطعا يا عوف منقطعا

اما حزنت من الاقوام اذ حسدوا ... من ان تقول وقد عاينته قرعا

لما رميت حصانا غير مقرفة ... امينة الجيب لم تعلم به خضعا

فيمن رماها وكنتم معشرا افكا ... من سيئ القول في اللفظ الخنا سرعا

فانزل الله قرانا يبرئها ... وبين عوف وبين الله ما صنعا