تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم}

صفحة 417 - الجزء 4

  لما رأيت حصانا غير مقرفة ... أمينة الجيب لم تعرف له خضعا

  فأنزل الله عذرا في براءتها ... وبين عوف وبين الله ما صنعا

  فإن أنا أجز عوفا عن مقالته ... شر الجزاء بما ألفيته تبعا

  وكان حسان بن ثابت ممن خاض في الإفك.

  وروي أن صفوان بن المعطل قعد لحسان فضربه بالسيف وقال:

  تلق ذباب السيف مني فإنني ... غلام إذا هو جيت لست بشاعر

  ولكنني أحمي حماي وأتقي ... من الباهت الرامي البراء الطواهر

  وقال حسان معتذرا:

  حصان رزان ما تزن بريبة ... وتصبح غرثى من لحوم الغوافل

  حليلة خير الناس دينا ومنصبا ... نبي الهدى والمكرمات الفواضل

  عقيلة حي من لؤي بن غالب ... كرام المساعي مجدها غير زائل

  مهذبة قد طيب الله خيمها ... وطهرها من كل شين وباطل

  فإن كان ما بلغت عني قلته ... فلا رفعت سوطي إليّ أناملي

  فكيف وودي ما حييت ونصرتي ... لآل رسول الله زين المحافل

  لهم رتب عال على الناس فضلها ... تقاصر عنها شهرة المتطاول

  ومنها: أن الحنث إذا كان أقرب إلى الله من البقاء على اليمين أن الحانث لا كفارة عليه، وهذا قول الناصر، والإمامية، ويقصد هذا ما روي أن أبا بكر لما حلف لا أكل مع ضيفه قال ÷: «أنت أصدقهم قيلا، وأبرهم قسما» ولم يذكر الكفارة، وهو ÷ في موضع التعليم، والمذهب وهو قول الأكثر لزوم الكفارة لقوله ÷: «من حلف على شيء فرأى غيره خيرا منه فليأت الذي هو خير وليكفر عن يمينه».

  قيل: ينبغي أن يجمع بين الخبرين، فيحمل الأمر بالكفارة على الاستحباب.