قوله تعالى: {وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم فليستأذنوا كما استأذن الذين من قبلهم}
  وبه أخذ الفرزدق(١) في قوله:
  ما زال مذ عقدت يداه إزاره ... فسمى فأدرك خمسة الأشبار
  واعلم أن العلماء قد اختلفوا في الاستئذان:
  هل قد نسخ وجوبه أم لا؟
  فالظاهر من المذهب - وقد رواه في (الروضة والغدير) عن الهادي -: بقاء الوجوب.
  وعن ابن عباس: أنه لا يؤمن بها أكثر الناس أنه الإذن، وإني لآمر جاريتي أن تستأذن علي - يعني امرأتي -، وسأله عطاء أأستأذن على أختي؟ قال: نعم.
  وعن ابن مسعود ¥: عليكم أن تستأذنوا على آبائكم وأمهاتكم، وأخواتكم.
  وعن الشعبي: ليست بمنسوخة.
  وعن سعيد بن جبير: والله ما هي منسوخة.
  وقيل: إنها منسوخة.
  قال في (الروضة والغدير): ذهب أكثر العلماء إلا أنها منسوخة، وأن هذا كان في أول الإسلام لعدم الستور، وضيق الحال بالمهاجرين والأنصار.
(١) في قصيدة مطلعها:
لامدحن بني المهلب مدحة ... غراء ظاهرة على الاشعار
والذي قبل البيت قوله:
شعثا مسومة على اكتافها ... اسد هواصر للكماة ضوار
ما زال مذ عقدت يداه ازاره ... فدنا فادرك خمسة الاشبار
تمت.