تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم فليستأذنوا كما استأذن الذين من قبلهم}

صفحة 464 - الجزء 4

  وبه أخذ الفرزدق⁣(⁣١) في قوله:

  ما زال مذ عقدت يداه إزاره ... فسمى فأدرك خمسة الأشبار

  واعلم أن العلماء قد اختلفوا في الاستئذان:

  هل قد نسخ وجوبه أم لا؟

  فالظاهر من المذهب - وقد رواه في (الروضة والغدير) عن الهادي -: بقاء الوجوب.

  وعن ابن عباس: أنه لا يؤمن بها أكثر الناس أنه الإذن، وإني لآمر جاريتي أن تستأذن علي - يعني امرأتي -، وسأله عطاء أأستأذن على أختي؟ قال: نعم.

  وعن ابن مسعود ¥: عليكم أن تستأذنوا على آبائكم وأمهاتكم، وأخواتكم.

  وعن الشعبي: ليست بمنسوخة.

  وعن سعيد بن جبير: والله ما هي منسوخة.

  وقيل: إنها منسوخة.

  قال في (الروضة والغدير): ذهب أكثر العلماء إلا أنها منسوخة، وأن هذا كان في أول الإسلام لعدم الستور، وضيق الحال بالمهاجرين والأنصار.


(١) في قصيدة مطلعها:

لامدحن بني المهلب مدحة ... غراء ظاهرة على الاشعار

والذي قبل البيت قوله:

شعثا مسومة على اكتافها ... اسد هواصر للكماة ضوار

ما زال مذ عقدت يداه ازاره ... فدنا فادرك خمسة الاشبار

تمت.