تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

وقوله تعالى: {وأن يستعففن خير لهن}

صفحة 467 - الجزء 4

  تَأْكُلُوا جَمِيعاً أَوْ أَشْتاتاً فَإِذا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللهِ مُبارَكَةً طَيِّبَةً كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}⁣[النور: ٦١]

  النزول

  وفي ذلك أقوال المفسرين:

  الأول: عن سعيد بن المسيب، والزهري -: أن الغزاة كانوا يخلفون في بيوتهم الزّمنى والعمي، ويدفعون إليهم مفاتحهم فيتحرج هؤلاء من الأكل لمّا نزل قوله تعالى: {وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ}⁣[البقرة: ١٨٨].

  وقيل: نزلت في الحارث بن عمرو فإنه خرج مع رسول الله ÷ للغزو وخلف مالك بن زيد على أهله فلما رجع وجده مجهودا فسأله عن حاله فقال: تحرجت أن آكل طعامك بغير إذنك، فنزلت الآية رخصة لهم في الأكل.

  وعن الحسن، وابن زيد، وأبي علي: أراد ليس عليهم حرج في ترك الجهاد⁣(⁣١)، وتمم الكلام عند قوله (حرج)، ويكون قوله (ولا على أنفسكم) استئناف وابتداء، وتكون (على) على أصلها.

  وقيل: كانوا يتحرجوا أن يؤاكلوا أعمى؛ لأنه يأكل لا يدري ما يأكل والأعرج يتفسح في المكان، فيخشي الآكل أنه يضيق عليه، والمريض لا يستوفي فنزلت عن ابن عباس، فيكون في الكلام حذف.

  والمعنى: ليس في مؤاكلة هؤلاء حرج، وذلك لأنهم تحرجوا عن مؤاكلتهم حين نزل قوله تعالى: {وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ}⁣[البقرة: ١٨٨] وتكون على بمعنى في.


(١) وفيه ضعف لما فيه من عدم الملائمة يبنه وبين ما بعده تمت.