تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

وقوله تعالى: {غير متبرجات بزينة}

صفحة 468 - الجزء 4

  وعن سعيد بن جبير، والضحاك، ومقسم: أن الأصحاء لا يؤاكلون هؤلاء، ويقذرونهم.

  وعن عكرمة: كانت الأنصار في أنفسها قزازة، ولا يأكلون مع هؤلاء.

  وقيل: كان هؤلاء يتوقون الأكل مع غيرهم خشية أن يكره الغير شيئا منهم، فالأعمى يخشى أن يمد يده إلى شيء سبقت إليه عين البصير، والأعرج يتفسح في المكان، والمريض لا يخلو من رائحة تؤذي وأنف تذرى أو جرح يبض أي يسيل، ذرى الأذن إذا سال، والقزازة مدح، والكزازة ذم، في الضياء الكزازة: البخل وقلة الخير فنزلت.

  والمعنى: ليس في مؤاكلة هؤلاء حرج إن كان التحريج من الأصحاء، وإن كان التحريج من الأعلّاء ف (على) على أصلها.

  وعن مجاهد: أنهم كانوا إذا لم يجدوا ما يطعمون الأعمى، والأعرج، والمريض حملوهم إلى بيوت من ذكر ليستقروهم، أي: يطلبون منهم القرى للأعمى ونحوه، فيتحرجوا أعني الأعمى، والأعرج، والمريض كونهم يأكلون من بيوت من ذكر، فنزلت لدفع الحرج، فتكون (على) على أصلها.

  وأما قوله تعالى: {أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعاً أَوْ أَشْتاتاً}

  فعن قتادة، والضحاك، وابن جريج: أنها نزلت في حي من كنانة كانوا يتحرجون أن يأكل الرجل وحده.

  وقيل: هم بنو ليث ابن عمرو، ولا يأكل وحده إلا عن ضرورة، وربما قعد الواحد منتظرا نهاره إلى الليل.

  وقيل: في قوم من الأنصار إذا نزل بهم الضيف لا يأكلون إلا معه.

  وقيل: تحرجوا عن الاجتماع على الطعام لاختلاف الناس في الأكل، وزيادة بعضهم على بعض.