تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {وتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده}

صفحة 484 - الجزء 4

  بذلك، وفي ذلك دلالة بالمفهوم أنه لا يتوضأ بالمتنجس، ولا يشرب المتنجس.

  أما الآدمي: فذلك ظاهر.

  وأما الأنعام ونحوها: فهكذا عندنا.

  وعند أبي حنيفة يجوز ما لم يتغير.

  قوله تعالى: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ}⁣[الفرقان: ٥٨]

  وهذا أمر بالتوكل على الله: وهو الالتجاء إليه، وأمر بتنزيهه عن ما لا يجوز عليه.

  قال في الكشاف: وعن بعض السلف أنه قرأها فقال: لا يصح لذي عقل أن يثق بعدها بمخلوق.

  وقوله: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ}

  قيل: نزهه بحمده، وقيل: اعبده شكرا على نعمته.

  قوله تعالى: {وَعِبادُ الرَّحْمنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِياماً وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذابَها كانَ غَراماً}⁣[الفرقان: ٦٣ - ٦٥]

قوله تعالى: {وَعِبادُ الرَّحْمنِ}

  هو مبتدأ، وخبره {الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً}.

  وقيل: الخبر قوله في آخر السورة: {أُوْلئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ}