تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

وقوله تعالى: {أن اشكر لي ولوالديك}

صفحة 40 - الجزء 5

  أن تفطم، وقد استدل الشافعي، وأبو يوسف، ومحمد بهذه الآية على أن الرضاع بعد الحولين لا يحرم، وهو إجماع أهل البيت.

  وقال أبو حنيفة: مدة الرضاع المحرم ثلاثون شهرا.

  وقال داود وعائشة: تحرم مطلقا، وروي أن رجلا قال لأبي موسى الأشعري إني مصصت من ثدي امرأتي لبنا فذهب في بطني، فقال أبو موسى: قد حرمت عليك، فقال ابن مسعود: انظر ما يفتي به الرجل، قال أبو موسى: فما تقول أنت؟ فقال عبد الله: لا رضاع إلا ما كان في الحولين. فقال أبو موسى: لا تسألوني ما دام هذا الحبر بينكم.

  وقال زفر: مدته إلى أن يستغني، وفي الحديث عنه #: «لا رضاع بعد الحولين»⁣(⁣١) وروي: «لا رضاع بعد فصال» وشبهة أبي حنيفة أنه تعالى أراد وحمله على الأيدي.

  وقوله تعالى: {أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوالِدَيْكَ} قرن الله تعالى شكر الوالدين بشكر نفسه؛ لأن لهما سببا في إيجاده، وهذا بناء على أن الشرك يجب لأجل النعمة.

  قال أبو هاشم: وكفر الكافر لا يبطل شكر نعمته وإن ابطل ثوابه.

  وقال أبو علي: يبطل شكر نعمته كما يبطل ثوابه.

  وعن سفيان بن عيينة: من صلى الصلوات الخمس فقد شكر الله، ومن دعا لوالديه عقيب الصلوات الخمس فقد شكر لوالديه.

  قوله تعالى: {وَإِنْ جاهَداكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُما}⁣[لقمان: ١٥]


(١) أخرجه الدارقطني في سننه.