تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

وقوله تعالى: {وخر راكعا وأناب}

صفحة 132 - الجزء 5

  عنها ليتزوجها، وأن داود لما أعجب بامرأة أوريا سأله النزول عنها فاستحى أن يرده فنزل عنها وتزوجها، وهي أم سليمان #، فعوتب على عدم رد نفسه وشهوته، حتى طلب من معه امرأة واحدة النزول عنها ومعه تسع وتسعون.

  ومنها حسن الرجوع إلى النظر عند حصول الشهوة، وقد جاء في الحديث عنه ÷: «إن الله يحب البصر النافذ عند مجيء الشهوات، والعقل الكامل عند نزول الشبهات».

  ومنها لزوم الاستغفار من الخطيئة، والفزع إلى الطاعة، والحزن لما فرط، وتذكار ما سلف من الخطيئة.

  ومنها استحباب سجود التلاوة عند قراءة هذه الآية عند أبي حنيفة، وإن ركع بدلا عن السجود جاز.

  وقال الشافعي: ليس هاهنا سجود تلاوة.

  حجة الشافعي أنه ÷ قال: «سجد داود # توبة، ونحن نسجد شكرا».

  وحجة أبي حنيفة أن ابن عباس سجد عند هذه، وقال: رأيت رسول الله ÷ يسجد فيها.

  وسجود الشكر مستحب عندنا والشافعي، ورواية عن أبي حنيفة.

  وقال مالك: والرواية الثانية عن أبي حنيفة يكره سجود الشكر، حجتنا أخبار مترادفة، منها حديث حذيفة لما وجده ساجدا فأطال السجود، وقال ÷ بعد ذلك: «إن جبريل أخبرني عن الله تعالى أنه قال: من صلى عليك صلاة صليت عليه».

  وعنه # أنه قال في سجدة «ص»: «سجد أخي داود توبة، ونحن نسجدها شكرا لله».