تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنه أواب إذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب ردوها علي فطفق مسحا بالسوق والأعناق}

صفحة 136 - الجزء 5

  ومنها أن ارتباط الخيل مشروع كما هو في شريعتنا.

  قال في الكشاف: وروي أن سليمان # غزا أهل دمشق والصابئين فأصاب ألف فرس.

  وقيل: ورثها من أبيه وأصابها أبوه من العمالقة.

  وقيل: خرجت من البحر لها أجنحة فقعد يوما بعد ما صلى الأولى على كرسيه واستعرضها، فلم تزل تعرض عليه حتى غربت الشمس وغفل عن العصر أو عن ورد له من الذكر كان له بالعشي، وهيب فلم يعلموه فاغتم لما فاته فاستردها وعقرها مقربا لله وبقى مائة فما في أيدي الناس من الجياد من نسلها.

  وقيل: لما عقرها أبدله الله خيرا منها وهي الريح تجري بأمره، وهذا هو الظاهر من أقوال المفسرين أنه عقرها.

  قال الحاكم: ويحتمل أن يكون القربان في ذلك الزمان كذلك، كما روي أن القربان كان تأكله النار، ثم يكون للخيل عوض ذلك كما تكون للذبح إذا كان متعبدا به كما ذبح ÷ عام الحديبية سبعين بدنة.

  قال أبو علي والقاضي: ولم تكن صلاة العصر مفروضة في زمانه، وإنما كانت نفلا؛ لأن النبي ÷ لا يترك الفرض عامدا، والنسيان للفرض حتى يكون تنفيرا، وهذا محتمل النظر؛ لأنه لا يجوز استمرار النسيان على النبي في الشرائع.

  وأما النسيان والتنبيه عليه فجائز، وقد جاء في الحديث عن النبي ÷: «إنما أنسى أو أنسّى لأبين» وقد نسي ÷ حتى صلى جنبا.

  وقيل: لم يرد ضرب رقابها وعراقيبها بالسيف، وإنما مسح ذلك من الغبار حبّا لها، وهذا مروي عن ابن عباس، والزهري، وابن كيسان، وقيل: أخذ يمسح ليعرف حالها كما يفعله أهل الخيل، وهذا مروي عن أبي مسلم.