تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة وأجر عظيم إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيرا لهم والله غفور رحيم}

صفحة 243 - الجزء 5

  وأما في حق العلماء والأئمة⁣(⁣١).

  وقد يحسن الجهر إذا احتيج إليه في حرب أو مجادلة معاند على وجه لا يتأذى به النبي ÷، ولهذا قال # يوم حنين للعباس لما انهزم الناس: «اصرخ بالناس» وكان أجهر الناس صوتا، يروى أن غارة أتتهم يوما فصاح العباس: يا صباحاه فأسقطت الحوامل، وفيه يقول النابغة:

  زجر أبي عروة السباع إذا ... أشفق أن يختلطن بالغنم

  وكان يكنى أبا عروة.

  قال جار الله: زعمت الرواة أنه كان يزجر السباع عن الغنم فتفتلق مرارة السمع في جوفه.

  واعلم أن التوقير لرسول الله ÷ والتعظيم واجب بلا إشكال، والاستخفاف به كفر بلا إشكال،

  وقد انطوت هذه الجملة من الآيات على اثني عشر وجها، مما يدل على الأمر بتبجيله #

  الأول: قوله تعالى: {لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ}.

  الثاني: {وَاتَّقُوا الَّذِي} أي اتقوا عذابه بتضييع حقه.

  الثالث: قوله تعالى: {إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} المعنى بأعمالكم من التبجيل له وغيره.


(١) بياض في الأصل قال في الحاشية (لا يخلو إما أن يكون الاستخفاف لأجل تحملهم الشريعة فهو استخفاف بها فيكون كفرا علم من الدين ضرورة وإما أن يكون لاعتقاده رفعة نفسه أنه لا يتنزل لهم فيهتضمهم لذلك فمن قال بالتكفير والتفسيق بالقياس فأقل أحواله عنده الفسق ومن منع من ذلك توقف وأما الاثم فلا شك فيه عند الجميع - والله أعلم.