قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم}
  النزول
  روي عن ابن عباس أن ثابت بن قيس بن شماس كان في أذنيه وقر، وأنه دخل المسجد وجعل يتخطى رقاب الناس ويقول: تفسحوا تفسحوا فانتهى إلى رجل فقال: أصبت مجلسا فاجلس، فجلس خلفه مغضبا فقال: يا ابن فلانة ذكر أمّا له كان يعير بها في الجاهلية فنكس الرجل رأسه حياء.
  وقيل: نزلت في وفد تميم استهزءوا بفقراء الصحابة كعمار، وخباب، وبلال، وصهيب، وسلمان، وسالم، فنزلت الآية عن الضحاك.
  وأما قوله: {وَلا نِساءٌ مِنْ نِساءٍ} فنزلت في امرأتين من نساء رسول الله ÷ سخرتا بأم سلمة، وذلك أنها ربطت شعرها بشيء وأسدلته خلفها فقالت عائشة لحفصة: انظري ما تجر خلفها كأنه لسان كلب.
  وقيل: سخرت نساء النبي # بأم سلمة، عن أنس.
  وقيل: في صفية بنت حيي قالت لرسول الله ÷: إن النساء يعيرنني ويقولن: يا يهودية بنت يهودي، فقال ÷: «هلا قلت أبي هارون، وعمي موسى، وزوجي محمد ÷».
  وأما قوله: {وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ} فنزلت في جمع من الصحابة كانوا يتنابزون بالألقاب.
  وقيل: في قوم كانت لهم أسماء في الجاهلية، فلما أسلموا نهوا أن يدعو بها بعضهم بعضا.
  وأما قوله: {اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِ} وقوله: {وَلا تَجَسَّسُوا} وقوله: {وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً} فنزلت في رجلين اغتابا رفيقا لهما.
  قال في الكشاف: عن ابن عباس ¥ أن سلمان -