تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

وقوله تعالى: {فكرهتموه}

صفحة 257 - الجزء 5

  ومنها: أن جعل التمثيل بأكل لحمه ميتا.

  وقوله تعالى: {فَكَرِهْتُمُوهُ} أي كما كرهت ذلك فأكره غيبة أخيك، وهي هي، وقد أفرد للغيبة أبواب، وذكر للحامل عليها أسباب.

  قيل: لما أمر الله تعالى في أول الآيات بالتواصل وقطع الإحن نهى عن سبب التقاطع، وذلك ما ذكر من المنهيات، ثم عقب تعالى ذلك بأن التفاخر بالأنساب خطأ، فقال تعالى: {يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ} قيل: أراد من آدم وحواء، وقيل: من ماء الرجل والمرأة، وإنما جعلناكم شعوبا وقبائل لأجل التعارف، والشعوب من الشّعب وهي الكثرة، والقبيلة بعده.

  وقيل: القبائل من العرب، والشعوب في العجم.

  ولذلك ثمرات: منها: تحريم التفاخر بالأنساب.

  ومنها: لزوم معرفة النسب، وقد جاء في الحديث ما معناه (احفظوا من أنسابكم ما تواصلون به).

  ومنها تعظيم التقي من غير نظر إلى نسبه، والقراءة الظاهرة {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ} بكسر إن.

  قال جار الله: وقرئ بالفتح يعني: ويكون تعليلا لعدم التفاخر بالنسب؛ لأن الأكرم عند الله هو الأتقى.

  وفي الحديث: مر رسول الله ÷ في سوق المدينة فرأى غلاما أسود يقول: من اشتراني فعلى شرط، لا يمنعني من الصلوات الخمس خلف رسول الله ÷، فاشتراه رجل فكان رسول الله ÷ يراه عند كل صلاة ففقده يوما فسأل عنه صاحبه فقال: محموم، فعاده ثم سأل عنه بعد أيام فقال: هو لما به، فجاءه وهو في ذمائه فمات فتولى غسله ودفنه فدخل على المهاجرين والأنصار أمر عظيم فنزلت الآية، قوله: لما به أي متهيئ