تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {كانوا قليلا من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون وفي أموالهم حق للسائل والمحروم}

صفحة 261 - الجزء 5

سورة الذاريات

  

  قوله تعالى: {كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ وَبِالْأَسْحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ وَفِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ}⁣[الذاريات: ١٧ - ١٩]

  ثمرة هذا الكلام: أن الله سبحانه جعل هذه الصفات الثلاث من صفات المتقين، وفي ذلك بعث عليها وحث، وهى قيام الليل قيل: أراد بذلك صلاة الليل، وكانت فرضا، وقيل: هي التقرب إلى الله بعبادة الليل وإن لم يكن ذلك فرضا.

  وقيل: كانوا لا ينامون حتى يصلوا العشاء، عن محمد بن علي، وقيل: ويصلون ما بين المغرب والعشاء، عن أنس بن مالك، وسالم.

  وقيل: كانوا يديمون الصلاة إلى السحر، عن الحسن، ثم يعدون نفوسهم مقصرين، فيستغفرون عن التقصير، وقيل: يصلون بالسحر، عن مجاهد.

  وقيل: يطلبون من الله مغفرة الذنوب، وفي هذا دلالة على أن للعبادة بالليل مزية، ومن ثم قال المؤيد بالله: سنة المغرب آكد من سنة الظهر؛ لأنها من صلاة الليل.

  وقال: أبو طالب هي أفضل؛ لأنه - صلى الله عليه وآله - قضاها بعد العصر حين جاءه مال شغله تفريقه، قيل: لا دلالة في هذا إنما تكون الدلالة لو اشتغل عن سنة المغرب ثم لم يقضها.