تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون}

صفحة 282 - الجزء 5

  وقد اختلف المفسرون في أطراف من تفسير هذه الآية.

  الأول: قوله تعالى: {إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ} ما موقعه فهذا جواب القسم فإنه تعالى أقسم بمواقع النجوم أن هذا الكلام الذي جاء به النبي ÷ قرآن كريم، وهذا الظاهر.

  وقيل: هو بدل من قوله: {وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ} والقسم وقع به، وقد روي عن ابن عباس، ومجاهد في تفسير مواقع النجوم أن المراد نجوم القرآن؛ لأنه نزل نجوما، ثم بين المواقع بقوله: {إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ} فهذا خلاف.

  الخلاف الثاني: إلى ما يعود الضمير في قوله تعالى: {لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ} فقيل: يعود إلى الكتاب المكنون، وهو اللوح المحفوظ، وهذا مروي عن ابن عباس والحسن، والأصم، وأبي علي.

  وقيل: يرجع إلى القرآن، وهذا مروي عن عمر، وسعد، وسلمان، وقتادة.

  الخلاف الثالث: يتعلق بقوله: {لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ} هل هذا خبر أو نهي؟ فقيل: إنه خبر وذلك اللوح المحفوظ أنه لا يناله إلا الملائكة المطهرون بالعصمة من الذنوب، وهذا مروي عن ابن عباس، والحسن، وسعيد بن جبير، وأنس، وجابر بن زيد، ومجاهد.

  وقيل: إنه نهي، وأن الضمير يرجع إلى القرآن.

  قال في النهاية: وإذا قرى {يَمَسُّهُ} بفتح السين لم يحتمل إلا النهي.

  الخلاف الرابع: يتركب على قولنا إن قوله: {لا يَمَسُّهُ} نهي، واختلفوا ما أراد من قوله: {إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ} فقيل: أراد من الجنابة.

  وقيل: المؤمنون المتطهرون من الشرك، دون اليهود والنصارى وسائر المشركين.

  وقيل: الطاهر من الحدث والجنابة معا.