تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن}

صفحة 360 - الجزء 5

  النبي ÷: «من الشرط مثل ذلك» فعلى هذا لا تكون الآية ناسخة لرد النساء.

  وقيل: إن هذه الآية ناسخة لرد النساء الذي وقع الصلح عليه،

  وهذه الجملة لها ثمرات، وقد انطوت على أمر، ونهي، وإباحة، وبعض الثمرات ثابتة، وبعضها منسوخ، ونحن نذكر الثمرات على المفهوم من الآية.

  قوله تعالى: {إِذا جاءَكُمُ الْمُؤْمِناتُ مُهاجِراتٍ فَامْتَحِنُوهُنَ} سماهن الله مؤمنات لنطقهن بكلمة الشهادة، ولم يظهر منهن ما ينافي ذلك، أو لأنهن مشارفات لثبات الإيمان بالامتحان، وقد أمر تعالى بامتحانهن وهو اختبارهن لئلا يكون مجيئها لمكر بالمسلمين، وغدر، وتجسس لأحوالهم، وهذا يمكن أن يخرج من هذا امتحان الشهود عند التهمة بالتفريق أو التحليف، وكذلك إذا ادعت الامرأة أن لا ولي لها، وأرادت النكاح، وهذا الامتحان باختيارها بالأمارات وبالتخليف، وكان ÷ يقول للممتحنة: «بالله الذي لا إله إلا هو ما خرجت من بغض زوجك، بالله ما خرجت رغبة عن أرض إلى أرض، بالله ما خرجت التماس دنيا، بالله ما خرجت إلا حبا لله ولرسوله».

  وعن عائشة: امتحانها ما ذكر الله تعالى في الآية بعد هذا وهي: {إِذا جاءَكَ الْمُؤْمِناتُ يُبايِعْنَكَ}.

  وقيل: امتحانها أن تشهد أن لا إله إلا الله، وان محمدا عبده ورسوله، وقد ذكر المنصور بالله، والإمام يحيى بن حمزة: أن الباطني إذا أسلم فإنه يمتحن، فإن أظهر ما يخفونه من التأويلات الباطلة، قبلت توبته، وإلا فلا، وهو يقرب من هذا، وهذا الامتحان لا يفيد إلا الظن؛ لأن الإيمان يتعلق بالاعتقاد، ولهذا قال تعالى: {اللهُ أَعْلَمُ بِإِيمانِهِنَ}.