تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

وقوله تعالى: {فاحذرهم}

صفحة 401 - الجزء 5

  اسمه وقال: «إن حبابا اسم شيطان، وكان مخلصا» وقال: وراءك والله لا تدخلها حتى تقول رسول الله ÷ الأعز وأنا الأذل، فلم يزل حبيسا في يده حتى أمره رسول الله ÷ بتخليته.

  وروي أنه قال: لإن لم تقر لله ولرسوله بالأعز لأضربن عنقك، فقال: ويحك أفاعل أنت؟ قال: نعم، فلما رأى منه الجد، قال: أشهد أن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين، فقال رسول الله ÷ لابنه: «جزاك الله عن رسوله وعن المؤمنين خيرا».

  قوله تعالى: «ترعد أنف» أي: تغضب، قال الشاعر:

  إذا جاورت من ذات عرق ثنية ... فقل لأبي قابوس ما شئت فارعد

  وقوله: «أنف» أي: أنوف، وفي حديث بني المصطلق أنه ÷ أصاب جويرية بنت الحارث، ووطأها فقال أصحاب رسول الله: هؤلاء أصهار الرسول ÷ فاعتق بسببها مائة نسمة من السبي، وفي السفينة مائة بيت.

  قال في السمط الثمين في مناقب أمهات المؤمنين: إن جويرية كانت في سهم ثابت بن قيس بن شماس وأنها كاتبت عن نفسها فجاءت تستعين رسول الله ÷ فقال: «هل لك في خير من ذلك أؤدي كتابتك وأتزوجك»؟ قالت: قد فعلت، قال: وقيل إن أباها أسلم واستفداها، ثم تزوجها رسول الله ÷ من أبيها، وهذا المروي في سبب نزولها.

  ولها ثمرات: منها جواز تبييت المشركين.

  ومنها: جواز سبي النساء والذراري من مشركي العرب.

  ومنها: حسن رعاية ذي الحق فيمن يختص به، كما فعل أصحاب رسول الله في عتقهم لأقارب جويرية لما تزوجها #.

  ومنها: تحريم المنع للغير من الإنفاق في سبيل الله؛ لأن الله تعالى ذكر ذلك على سبيل الذم.