تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم إنما أموالكم وأولادكم فتنة والله عنده أجر عظيم}

صفحة 407 - الجزء 5

  واستعمال ما تقضي به الرقة من التحكم لهم، حيث كان ذلك مفوتا للأجر من الله تعالى.

  ومن ثمرات ذلك: أن الاغتفار لما صدر من فعلهم الذي يفعله العدو من إنزال المضرة محمود، وان الفاعل لذلك لا يقابل بقطع بر ولا صلة.

  ومنها: أن الزوجة التي تشغل عن الطاعة، وتكلف بالمؤن المستغرقة للزوج عن أبواب من الخير ينبغي طلاقها، ويكره زواجتها؛ لأن ذلك يعد من العدوان في الدين.

  ومنها: لزوم الحذر من هذا الضرب؛ لأن الله تعالى أمر بالحذر منهم، وجعلهم فتنة.

  وعدوانهم إما بالمنع عن طاعة الله، أو الوقوع بسببهم في معصية.

  وعن أبي علي: عدوانهم أن يتمنوا موته ليحوزوا ماله.

  وعن الأصم: عدوانهم أن لا ينفق لأجلهم.

  قال في الكشاف: وفي الحديث: «يؤتى برجل يوم القيامة فيقال: أكل عياله حسناته». وعن بعض السلف: العيال سوس الطاعات.

  وعن النبي ÷ أنه كان يخطب فجاء الحسن والحسين ® وعليهما قميصان أحمران يعثران ويقومان، فنزل إليهما، وأخذهما، ووضعهما في حجره على المنبر وقال: «صدق الله {إِنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ}، رأيت هذين الصبيين فلم أصبر لهما»

  وفي فعله # دلالة أن مثل هذا جائز للخطيب، وأن الإلباس للأولاد المصبوغ بالحمرة جائز، وهذا فيما لم ينه عنه من المعصفر، والمورس.