تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا وأطيعوا وأنفقوا خيرا لأنفسكم ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون إن تقرضوا الله قرضا حسنا يضاعفه لكم ويغفر لكم والله شكور حليم}

صفحة 408 - الجزء 5

  قوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْراً لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ إِنْ تُقْرِضُوا اللهَ قَرْضاً حَسَناً يُضاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ}⁣[التغابن: ١٦ - ١٧]

  ثمرة ذلك: البعث على الإنفاق في سبيل الخير وذلك من وجوه [ثمانية]: الأول: أنه تعالى أمر بذلك، لكن هذا الإنفاق مجمل، وقد بين أنه فرض وندب.

  الثاني: أن الله تعالى رغب فيه بأن جعله خيرا للمنفق، والمعنى: أنه خير من الأموال والأولاد.

  الثالث: أنه تعالى أكد الترغيب بأن قال: {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} لكن في الشرع البخل والشح الذي يعاقب عليه هو أن يخل بالواجب.

  وقيل: أراد بالشح ترك المواساة في طاعة الله، والجهاد في سبيله.

  الرابع: أنه تعالى استدعى الصدقة بما فيه تلطف لفعلها، وهو ذكر الفرض؛ لأن في ذلك ضمانا من الله تعالى بالجزاء.

  وقوله: {حَسَناً} أي: يعطها مخلصا لوجه الله، وقد جاء في صدقة السر أنها تطفئ غضب الرب، وما ذلك إلا لما فيها من الإخلاص، والبعد عن الرياء.

  الخامس: قوله تعالى: {يُضاعِفْهُ لَكُمْ} قال الحاكم: أي: يعطي بدله أضعاف ذلك، من واحد إلى سبعمائة إلى ما لا يتناهى.

  وقيل: ليس حبة تزن جبال الدنيا إلا الحبة من الصدقة.

  السادس: قوله: {وَيَغْفِرْ لَكُمْ}.