تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون}

صفحة 255 - الجزء 1

  الكراهة، وقال: إنه الذي عليه الجمهور، واحتجوا على المنع بوجهين⁣(⁣١):

  الأول: أنه شعار أهل البدع⁣(⁣٢).

  والثاني: أن الصلاة في لسان السلف مخصوصة بالأنبياء، كما أن قولنا: «ø» مخصوص بالله تعالى، فلا يقال: محمد ø، وإن كان عزيزا جليلا.

  قال النواوي: والسلام في معنى الصلاة، ولا يطلق على غائب حي، أو ميت غير الأنبياء، ويطلق على المخاطب.


(١) لا التفات إلى الوجهين مع ورود الدليل بالجواز، كما في الآيتين المذكورتين، والتي في الأحزاب، وهي {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ} الخ. والحديث المذكور.

(٢) بل شعار أهل البدع ترك الصلاة على الآل على جهة الدين مع تعليمه ÷ الصلاة عليه، وعلى آله، والعجب من صاحب كتاب كيفية الصلاة على النبي بعد أن عقد بابا في آخر كتابه هل يجوز الحاق أحد مع النبي ÷ عند الصلاة عليه، فانتهى بحثه أنه لا يجوز إضافة أحد سوى الآل، وأن إضافة غير الآل بدعة، فإذا به بعد عدة أسطر يضيف الصحابة أجمعين، والتي لا يبعد أن تكون بدعة إن أراد ادخال من لا يستحق اسم الصحبة فضلا عن اقترانه بالصلاة على رسول الله ÷، وقد عقد العلامة محمد بن عقيل بحثا في تقوية الإيمان، وأكثر التعجب من تواطؤ بعض المسلمين في التنكر لآل رسول الله ÷ فتجاهلوا عمدا أو سهوا الحاقهم في الصلاة على رسول الله، في كتبهم، وخطبهم، وأقوالهم، وحياتهم، ولو أمكنهم حذفها من الصلاة المكتوبة لحذفوها، ولكن عجزوا عن ذلك، لأن الصلاة لا تقبل إلا بالصلاة التي لم يعودوا ألسنتهم عليها، بل أرضعوا أولادهم تلك الصلاة التي تجافي ما كان عليه رسول الله، وأهل البيت، والصحابة الكرام. نعوذ بالله من العمى، والتعامي عن الحق.