تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {سنسمه على الخرطوم إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين ولا يستثنون فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون}

صفحة 446 - الجزء 5

  واشتقوا منه الأنفة، ويقال: فلان شامخ العرنين، وقالوا في الذليل جدع أنفه، ورغم أنفه، فعبر الله تعالى بالوسم على الخرطوم عن غاية الإذلال والإهانة، ولقد وسم العباس ¥ أباعره في وجوهها، فقال ÷: «أكرموا الوجوه فوشمها في جواعرها» فيأتي على هذا أنه يكره بما يعتاد من وشم الغنم في وجوهها.

  وقال جار الله في تفسير هذه السمة: لأن المعنى سنعلمه يوم القيامة علامة مشوهة لمعاداته لرسول الله ÷.

  وقيل: خطم يوم بدر بالسيف، فبقيت سمة على خرطومه.

  وقيل: سنشهره بهذه السمة في الدارين فلا يخفى، كما لا تخفى السمة على الخرطوم.

  وعن النضر بن شميل: أن الخرطوم اسم للخمر، وان المعنى: سنحده على شربها.

  قال جار الله: وفيه تعسف، وقد ورد في تسمية الخمر بالخرطوم قوله:

  تظل يومك في لهو وفي طرب ... وأنت بالليل شراب الخراطيم

  هذه ثمرة.

  الثانية: التحذير من منع ما وجب في المال من الحقوق، ولأن أصحاب الجنة المذكورة عوقبوا على عزمهم على المنع.

  ومعنى قوله تعالى: {إِنَّا بَلَوْناهُمْ} أي: أمرناهم بالإسلام فجعل الابتلاء عبارة عن الأمر.

  وقيل: المعنى {إِنَّا بَلَوْناهُمْ} يعني: أهل مكة بالقحط والجوع بدعوة رسول الله ÷ حيث قال: «اللهم اشدد وطأتك على مضر، اللهم اجعلها سنين كسني يوسف»

  وهذه ثمرة تؤخذ من فعله #، وهو جواز الدعاء على الكفار.

  وحديث أصحاب الجنة وهم قوم من أهل الصلاة كانت لأبيهم هذه