تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {إنه كان لا يؤمن بالله العظيم ولا يحض على طعام المسكين}

صفحة 453 - الجزء 5

  فتكون ثمرة هذا الخلاف هل يضمن العائن أم لا؟ وهل يقتص منه كما ذكره بعض المفرعين أم لا؟ ولعل الصحيح عدم القصاص ووجوب الدية دينا إذا عرف من نفسه ذلك، وقد رووا آثارا أنها تصيب وآثارا فيما يدفع به العين وبسط النواوي في الأذكار، والحاكم رجح أن ذلك غير صحيح، قال: لأن ذلك لا يثبت.

  ومن يدعيه يزعم أنه يكون فيما يستحسن وكيف يكون وهم يجحدون القرآن، وينسبون النبي ÷ إلى السحر، ويقولون إنه لمجنون، وهذا الذي ذكره الحاكم مردود، فإن فصاحة القرآن قد أعجزتهم، ولهم أقاويل في استعظام القرآن، وما انطوى عليه من الفصاحة، والمعنى {لَيُزْلِقُونَكَ}، قيل: يزلقونك من شدة نظرهم نظر البغض والعداوة أو يهلكونك من قولهم: نظر إليّ نظرة كاد يصرعني وكاد يأكلني لو أمكنته، ويقال: أزلق الرأس وزلق الرأس أي: حلقه.

سورة الحاقة

  

  قوله تعالى: {إِنَّهُ كانَ لا يُؤْمِنُ بِاللهِ الْعَظِيمِ وَلا يَحُضُّ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ}⁣[الحاقة: ٣٣ - ٣٤]

  لها ثمرتان:

  الأولى: أن الكافر مخاطب بالشرائع، وهذا قولنا والشافعي.

  وقال أبو حنيفة: إنه غير مخاطب، وأخذنا ما ذكرنا من هذه الآية أنه تعالى جعل العذاب لعدم إيمانه، ولعدم حظه على طعام المسكين.

  قيل: ففي هذا إشارة إلى قول الكفار: {أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشاءُ اللهُ أَطْعَمَهُ} ومن قال هو غير مخاطب قال: الآية لا تدل، إذ ليس فيها أمر، ولأنه قد تقدم ذكر عدم الإيمان.