تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين}

صفحة 455 - الجزء 5

  الشَّرُّ جَزُوعاً وَإِذا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً إِلَّا الْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ دائِمُونَ وَالَّذِينَ فِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ}⁣[١٧ - ٢٥]

  هذه جملة لها ثمرات تظهر بيان المعنى:

  الأولى: التحذير من ترك ما أوجبه الله تعالى من الحقوق المالية، والجمع للمال من غير حلّه، وترك إخراجه إلى مصرفه؛ لأنه قد فسر قوله تعالى: {فَأَوْعى} أي: جمع المال، وكنزه في وعاء، ولم يؤد حقه من الزكاة، والحق: هو الواجب فيه.

  قيل: جمعه من باطل، ومنع ما يجب من الحق.

  وفي دعاء جهنم - نعوذ الله منها ونسأله الجنة - ثلاثة أوجه للمفسرين:

  الأول: أن الدعاء عبارة عن احتصارهم فيها كأنها تدعوهم فتحتصرهم، ومن ذلك قول ذي الرمة:

  أمسى بوهبين⁣(⁣١) محتارا لمرتعة ... من الفوارس⁣(⁣٢) يدعو أنفه الربب

  وقيل: تقول: إليّ إليّ يا كافر يا منافق، وقد روي أنها تدعو الكافرين والمنافقين بلسان فصيح، ثم تلتقطهم التقاط الحبة، ويجوز أن يخلق الله فيها كلاما، كما يخلقه في جلودهم وأيديهم وأرجلهم، وكما خلقه في الشجرة، ويجوز أن يكون دعاء الزبانية.

  وقيل: الدعاء عبارة عن الهلاك، من قول العرب: دعاك الله أي:

  أهلكك، قال الشاعر:

  دعاك الله من رجل بأفعى ... ضئيل ينفث السم الذعافا⁣(⁣٣)

  الهلع والهلوع سرعة الجزع عند مس المكروه، وسرعة المنع عند مس الخير.


(١) اسم موضع تمت.

(٢) اسم موضع تمت.

(٣) الذعاف: هو القاتل.