تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

وقوله تعالى: {وسبحه ليلا طويلا}

صفحة 490 - الجزء 5

  ومنها: ذكر الله بكرة وأصيلا، قيل: أراد دم على ذكره، وقيل: بكرة وعشيا، وقيل: البكرة صلاة الفجر، والأصيل الظهر والعصر.

  وقوله تعالى: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ} قيل: أراد صلاة المغرب والعشاء. وقيل: أراد صلاة الليل، وكانت واجبة. وقيل: أراد التطوع عن أبي علي.

  وقوله تعالى: {وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً} قيل: أراد التهجد.

  وقيل: أراد الخشوع، وقيل: تنزيهه عما لا يليق به.

وقوله تعالى: {يُحِبُّونَ الْعاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَراءَهُمْ يَوْماً ثَقِيلاً}.

  قال الحاكم: دل على قبح قصر النفس على حب الدنيا، ووجوب التفكر في أمر الآخرة.

سورة المرسلات

  

قوله تعالى: {أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفاتاً أَحْياءً وَأَمْواتاً}

  الكفت: الضم، والمعنى يضم الارض للناس في الحياة على ظهورها وبعد الممات في بطونها وهي القبور، وسمي بقيع الغرقد كفتة، وفي الحديث عنه ÷: «اكفتوا صبيانكم» أي: ضموهم إليكم.

  وقيل: {كِفاتاً} بمعنى عطافا، قال الشاعر:

  فأنت اليوم فوق الأرض حي ... وتلك غدا تضمك في كفاتى

  ولهذه الآية ثمرة: وهي أن القبر حرز للكفن، فمن نبش الكفن قطع، وهذا مذهبنا، والشافعي، وأبي يوسف وهو مروي عن علي #، والشعبي وعمر بن عبد العزيز لعموم الأدلة، ولهذه الآية.

  وقال أبو حنيفة ومحمد: لا قطع عليه.