تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {فاصبر لحكم ربك ولا تطع منهم آثما أو كفورا واذكر اسم ربك بكرة وأصيلا ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلا طويلا}

صفحة 489 - الجزء 5

  {وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ} وقد حمل أن ذلك على من وثق من نفسه بالصبر، ليوافق خبر البيضة

  ومنها: جواز معاملة أهل الذمة، والاستقراض منهم، وقد روي أنه ÷ كان يعامل أهل الذمة خشية أن يجانبه المسلمون.

  ومنها جواز أن يؤجر المسلم نفسه من الذمي على عمل من الأعمال كإجارة المشترك.

وقوله تعالى: {وَجَزاهُمْ بِما صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً}

  ثمرتها: عظم محل الصبر، وأنه أصل في الدين، وقد كرر الله ذكره في كتابه إلى نيف وسبعين موضعا، وقيل: أكثر، ولها أبواب تضمنت الترغيب فيه، وهو صبر على الطاعة، وصبر عن المعصية، وصبر على المصيبة.

  قوله تعالى: {فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلاً وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً}⁣[الإنسان: ٢٤ - ٢٦]

  المعنى: {فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ} أي: لما قضت حكمته من تأخير النصر.

  وثمرة هذه: الجملة الحث على الصبر، والنهي عن طاعة الآثم، وهو فاعل الإثم، والكفور فاعل الكفر.

  قيل: أراد العموم لكل آثم وكل كافر.

  وقيل: الآثم أبو جهل، والكفور الوليد، وقيل: الآثم عتبة، وإنما نهى عن طاعتهما لأنهما يدعوانه إلى الإثم والكفر، وقد جاء في الحديث: «لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق».

  قيل: أو بمعنى الواو والألف زائدة، وقيل: بل ذلك تخيير؛ لأنه إذا نهى عن طاعة أحدهما فطاعتهما جميعا أبلغ في النهي.