تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

وقفة أخيرة

صفحة 35 - الجزء 1

  قلنا: ولم يتمكن من الإفادة - يعني - في المنقول إليه كتمكنه - يعني - المنقول منه، وهذا احتراز من الحقيقة العرفية والشرعية؛ لأن المنقول إليه فيها أشهر، والمنقول إليه في المجاز أخفى، ولذلك يحتاج إلى قرينة.

  وأما قسمتهما: فالحقيقة تنقسم إلى مطلقة، وهي ما لم تفتقر إلى شرط، كقولنا: إنسان وحيوان.

  وإلى مشروطة، وهي ما افتقرت إلى الشرط⁣(⁣١)، كقولنا: أبلق؛ لأنه يفيد مجموع السواد والبياض بشرط أن يكون ذلك في الخيل.

  وتنقسم الحقيقة أيضا إلى مفردة: وهي⁣(⁣٢) ما وضع لشيء واحد، وإلى مشترك⁣(⁣٣)، وهو ما وضع لشيئين فصاعدا كالقرء والجون.

  وتنقسم أيضا إلى لغوية، وعرفية، وشرعية.

  وأما المجاز: فينقسم إلى مجاز بالزيادة، كقوله تعالى: {لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ}⁣[الحديد: ٢٩].

  ومجاز بالنقصان، كقوله تعالى: {وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيها وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنا فِيها}⁣[يوسف: ٨٢].

  أي: أهل القرية⁣(⁣٤)، وأهل العير، وقوله تعالى: {وَجاءَ رَبُّكَ}⁣[الفجر: ٢٢] أي: أمر ربك⁣(⁣٥).


(١) في نخ ب (وهي ما افتقرت إلى شرط).

(٢) في نخ ب (وهو ما وضع لشيء).

(٣) في نخ ب (وإلى مشتركة).

(٤) وإن جعلت القرية مجازا عن أهلها، فليس من هذا القبيل (شرح صغير) فهي من باب الاستعارة لا من باب المجاز.

(٥) في نسخة (أ) كقوله تعالى: {وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ} {وَجاءَ رَبُّكَ} أي: أهل القرية وأمر ربك.