تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

وقفة أخيرة

صفحة 36 - الجزء 1

  وينقسم [المجاز] أيضا إلى مجاز أقرب، وهو ما كثر استعماله كالأسد للشجاع، والبحر للكريم، والحمار للبليد، والكلب للخسيس.

  وإلى مجاز أبعد وهو ما قل استعماله كقوله تعالى: {وَجاءَ رَبُّكَ}⁣[الفجر: ٢٢].

  وينقسم إلى مجاز بالتبديل لحرف بحرف، كقوله تعالى: {وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ}⁣[طه: ٧١] أي على جذوع النخل.

  وإلى مجاز بالتشبيه، كقوله تعالى: {وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً}⁣[مريم: ٤].

  وأما الخلاف في وقوع المجاز فالجمهور على وقوعه، بدليل إطلاق أهل اللغة الأسد على الشجاع، وخالف الأستاذ أبو إسحاق⁣(⁣١)، وقال: إنه يؤدي إلى مفسدة، وهو أنه يخل بالتفاهم؛ لأن الفهم يسبق إلى الحقيقة.

  وأجيب ببطلان المفسدة مع القرينة، وهو واقع في القرآن عند الجمهور، بدليل: {وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقامَهُ}⁣[الكهف: ٧٧] ولا إرادة للجدار. {وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها}⁣[الشورى: ٤٠].

  {فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ}⁣[البقرة: ١٩٤].

  والقصاص ليس بسيئة ولا عدوان، وقوله تعالى: {وَاخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ}⁣[الإسراء: ٢٤] ولا جناح للولد حقيقة.


(١) والفارسي مطلقا (فصول).

وأبو إسحاق هو: الأستاذ أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن مهران الاسفراييني، الملقب بركن الدين، الفقيه الشافعي المتكلم الأصولي صاحب التصانيف الجليلة، كان ثقة في الحديث، ضليعا في قواعد اللغة، توفي سنة ٤١٨ هـ (المزهر للسيوطي ١/ ٢٠، هامش وفيات الأعيان ١/ ٢٨).