تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

وقوله تعالى: {وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون}

صفحة 344 - الجزء 1

  وأجابا عن مسألة الهدي، بأن التمسك يتعلق بالذبح، وهو فعل واحد لا يتجزأ فلا يوصف بأنه واجب، وبأنه نفل، مع أن الاشتراك من المفترض والمتنفل قد جوزه المؤيد بالله.

  وقد يحتج لذلك بأنه ÷: «أهدى نيفا وستين من البدن، ولم يكن عليه إلا بدنة واحدة» وروي عن الحسن: أن المراد عمل برا في جميع الدين.

  وقيل: صام مع الفدية عن ابن شهاب، والمعنى: فالتطوع خير له، أو فالخير خير له.

  وقوله تعالى: {وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} أي: {وَأَنْ تَصُومُوا} أيها المطيقون، الذين كان يجوز لكم العدول إلى الفدية - {خَيْرٌ لَكُمْ} - أي: {وَأَنْ تَصُومُوا} أيها المطيقون الذين يمسكم الجهد {خَيْرٌ لَكُمْ}.

  قال الزمخشري: ويجوز أن ينتظم في الخطاب المريض والمسافر أيضا، وقد قال الحاكم: الآية تدل على أن الصوم في السفر أفضل.

  إن قيل: قد تقدم أن الفطر من المسافر الذي يلحقه الجهد، ومن المريض الذي يخشى المضرة أفضل من الصوم، فكيف يكون بناء الآية؟.

  قلنا: إن حملنا المرض على ما ينطلق عليه الاسم، وإن لم يخش مضرة كانت عامة في كل مرض وسفر، ويدخل فيها ما نسخ من التخيير،


= شرف العصابة، وسهم التوفيق والإصابة، والمحرز من الاجتهاد نصابه، مولده سنة ٦١٠ هـ كان فقيها مجتهدا، مصنفا، وأبوه فقيه فقط، وأشار إليه السيد الهادي في منظومته، فقال:

وحبر طفال من به شرف الهدى ... وراح به مسرود بأكل منهل

توفي | في خامس ذي القعدة سنة ٧١٧ هـ وقبره جنب قبر أبيه بالطفة من جهة اليمن بظفار.