وقفة أخيرة
  بالوضع كالأسد، أو بالعرف كالغائط لقضاء الحاجة، وقيل: ما يفهم المراد به من نفسه، ويمكن تأويله(١)، وذلك يكون في الأسماء، والأفعال والحروف.
  مثال الحروف (إلى) فالظاهر أنه للغاية، ويتأول(٢) على الجمع، ومن الظاهر صيغة الأمر أنها للوجوب، وأن تؤول بالندب، وصيغة النهي أنها للتحريم، وإن تؤولت على الكراهة، وصيغة النفي كقوله ÷: (لا صيام لمن لم يبيت الصيام) والظاهر نفي الإجزاء، والتأويل: نفي الكمال.
  أما المؤول: ففي اللغة: من آل يؤول، إذ رجع.
  وفي الاصطلاح: حمل الظاهر على المجمل المرجوح لدليل(٣) يصيره راجحا(٤).
  وينقسم التأويل إلى: قريب، فيرجح بأدنى مرجح، وبعيد(٥) فيحتاج قوة في الترجيح، وقد يكون متعذرا فيرد(٦).
  وأما النص فله معنيان، لغوي واصطلاحي، أما اللغوي فهو: مأخوذ
(١) في نخ ب (ويمكن امتثاله). وفي الفصول (هو السابق إلى الفهم منه معنى راجح مع احتماله لمعنى مرجوح).
(٢) في نخ أ (ومتأول على الجمع).
(٣) في الفصول (لدليل قطعي أو ظني يصيره راجحا) الفصول ٢١٢.
(٤) مثل أسد للرجل الشجاع، وتأويل قوله تعالى {وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ} أي: أهلها، واليد بالنعمة في قوله تعالى {بَلْ يَداهُ مَبْسُوطَتانِ}، ومنه {وَجاءَ رَبُّكَ} أي: أمره (فصول).
(٥) في الفصول (وقد يكون ممكنا قريبا، فيرجح بأدنى مرجح، وبعيدا فيحتاج إلى الأقوى، ومتوسطا، وهي مقبولة، ومتعذرا فيرد. (الفصول ٢١٢).
(٦) وذلك كتأويل الباطنية التي لا يحملها اللفظ بحقيقته ولا مجازه، وكتأويل المرجئة آية الثواب بالترغيب، وآية العقاب بالتهديد (فصول وكافل).