تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

وقفة أخيرة

صفحة 43 - الجزء 1

  من الظهور والتجلي، ومنه منصة العروس، ويقال: نصت الضبية رأسها إذا رفعته قال امرؤ القيس⁣(⁣١):

  وجيد كجيد الريم ليس بفاحش ... إذا هي نصته ولا بمعطل

  ويقال: نص الرجل في السير إذا رفع فيه، وفي الحديث: (كان رسول الله ÷ يسير العنق⁣(⁣٢) في إفاضته من عرفة في طريق المأزمين، فإذا وجد فرجة نص، ويروى فجوة).

  وأما في الاصطلاح فقيل: إنه يطلق على أحد ثلاثة أشياء.

  الأول: لما ظهرت دلالته فيدخل في هذا الظاهر، وقد حكي عن الشافعي⁣(⁣٣) أنه سمى الظواهر نصوصا، وهو مطابق للمعنى اللغوي.

  الثاني: وهو الأشهر أنه اللفظ الذي لا يتطرق إليه احتمال ولا تأويل، والذي لا يفيد إلا ما هو نص فيه، فلو قال: اضرب عبيدي - فهو


(١) ستأتي ترجمته.

(٢) العنق: سير سريع معتدل. (والحديث أخرجه البخاري في كتاب الحج، باب السير إذا دفع من عرفة، ومسلم في كتاب الحج، باب الإفاضة من عرفات إلى المزدلفة. وأبو داود ٢/ ١٩١ رقم ١٩٢٣. وابن ماجه ٢/ ١٠٠٤ رقم ٣٠١٧. ح / س

(٣) محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع القرشي المطلبي، الشافعي أبو عبد الله، شهرته معروفة، وعلومه موصوفة، وقد صنف فيه الزمخشري كتابا وغيره، حتى بلغ كلامهم إلى حد الغلو، قال أبو عبيد: ما رأيت رجلا قط أكمل من الشافعي، قال الشافعي: قدمت على مالك، وقد حفظت الموطأ، فقال لي: احضر من يقرأ لك، فقلت: أنا قارئ، فقرأت عليه الموطأ حفظا، فقال لي: إن يكن أحد يفلح فهذا الغلام، وكان ابن عيينة يرجع إليه، وهو غلام، وأفتى وهو ابن خمس عشرة، قالوا: وهو أول من صنف في أصول الفقه، واستنبطه، وأما تشيعه فظاهر، وهو أحد دعاة الإمام يحي بن عبد الله، وامتحن بسبب ذلك، وله أشعار تدل على ذلك، ولد في اليوم الذي توفي فيه أبو حنيفة بمدينة غزة، وتوفي يوم الجمعة بمصر آخر يوم من رجب سنة ٢٠٤ هـ ودفن بالقرافة الصغرى.