تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا منا ولا أذى لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون}

صفحة 105 - الجزء 2

  الجواب الثاني: أن العشرة مستحقة، والزائد تفضل، وقد قال الضحاك: إن السبع المائة للمطيعين.

  واعلم أنهم قد اختلفوا في أفضل الطاعات ... (⁣١)

  قوله تعالى: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ ثُمَّ لا يُتْبِعُونَ ما أَنْفَقُوا مَنًّا وَلا أَذىً لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ}⁣[البقرة: ٢٦٢]

  النزول

  قيل: نزلت في عثمان، وعبد الرحمن بن عوف، أما عثمان فجهز جيش العسرة، في يوم غزوة تبوك بألف بعير بأقتابها، وألف دينار، فرفع رسول الله ÷ يده يقول: يا رب عثمان رضيت عنه فارض عنه.

  وأما عبد الرحمن فتصدق بنصف ماله، أربعة آلاف دينار، وترك لعياله أربعة آلاف دينار.

  ثمرة هذه الآية: الترغيب في الإنفاق.

  قيل: أراد الإنفاق في الجهاد عن ابن زيد.

  وقيل: في أبواب البر عن أبي علي، ويدل على قبح المن، والأذى، وأنهما يبطلان الأجر، لأنه جعل استحقاقه مشروطا بعدمهما، وأما الفعل فقد وجد، والمنّ: أن يعتدّ على من أحسن إليه أنه أوجب عليه حقا، ويريه ذلك.


(١) بياض في الأصل، وينظر تفسير النجري الخمسمائة، فقط بسط فيه في شرح هذه الآيات.