تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا منا ولا أذى لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون}

صفحة 106 - الجزء 2

  وكانوا يقولون: إذا صنعتم صنيعة فانسوها، ولبعضهم:

  وإنّ امرءا أسدى إلي صنيعة ... وذكرنيها مرة لبخيل

  وفي نوابغ الكلم للزمخشري: صنوان من منح سائله ومنّ، ومن منع نائله وضنّ، وفيها: طعم الآلاء أحلى من المنّ، وهي أمرّ من الآلاء مع المنّ.

  الآلاء: شجر مرّ حسن المنظر.

  والظاهر أن المراد: أن يمن على المنفق عليه، كأن يقول: أحسنت إليك ونعشتك.

  وقيل: يمن على الله تعالى بصدقته، وقيل: يمن على الناس.

  والأذى: ما يؤذى به الفقير، وقيل: أن يستعمله في أشغاله، لمكان عطائه.

  قيل: ومن الأذى ذكر العطية لمن يكره المنفق عليه، وعن بعضهم: إذا أعطيت أحدا شيئا، فظننت أن سلامك يثقل عليه فكف سلامك عنه، ولمحمود الوراق⁣(⁣١):

  أحسن من كل حسن ... في كل وقت وزمن

  صنيعة مربوبة ... خالية من المنن

  ولأبي علي البصري:

  وصاحب سلفت منه إليّ يد ... أبطا عليه مكافاتي فعاداني

  لما تيقن أن الدهر حاربني ... أبدى الندامة فيما كان أولاني

  أفسدت بالمن ما قدمت من حسن ... ليس الكريم إذا أعطى بمنان


(١) هو محمود بن حسن الوراق، شاعر أكثر شعره في المواعظ والحكم، روى عنه أبن أبي الدنيا، وفي الكامل للمبرد نتف من شعره، توفي نحو سنة ٢٢٥. (الأعلام).