تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى}

صفحة 107 - الجزء 2

  قال الحاكم: وفي ذلك دلالة على كبرهما؛ لأن الصغائر لا تحبط أجر الصدقة⁣(⁣١)، ويلزم أن تحبط ثواب سائر الطاعات؛ إذ لو بقي أجر سائر الطاعات، وقع الأذى والمن مكفرا.

  قوله تعالى: {قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُها أَذىً}⁣[البقرة: ٢٦٣]

  قيل: أراد بقوله: {قَوْلٌ مَعْرُوفٌ} أي: كلام حسن، وردّ جميل.

  خبر رواه الثعلبي مسندا إلى رسول الله ÷: «إذا سأل السائل فلا تقطعوا عليه مسألته، حتى يفرغ منها، ثم ردوا عليه بوقار ولين، أو ببذل يسير، أو رد جميل، فإنه قد يأتيكم من ليس بإنسي ولا جان، ينظر كيف صنعكم فيما خولكم الله تعالى).

  وعن بشر بن الحارث، قال: «رأيت علي بن أبي طالب # في المنام، فقلت: يا أمير المؤمنين تقول شيئا لعل الله تعالى ينفع به؟ فقال لي: ما أحسن عطف الأغنياء على الفقراء، رغبة في ثواب الله ø، وأحسن منه صبر الفقراء عن الأغنياء، ثقة بالله تعالى».

  وقيل: أراد بالقول المعروف عدة حسنة، وقيل: دعاء صالح.

  وقيل: قول في صلاح ذات البين، عن الضحاك.

  وقوله تعالى: {وَمَغْفِرَةٌ} قال ابن جرير: ستر الخلّة عن السائل.

  وقال الحسن: العفو عن ظلمه، وقيل: التجاوز عن السائل إن استطال عليه عند رده.


(١) ويمكن أن يقال: عدمها شرط في قبول الإنفاق، وإذا بطل الشرط بطل المشروط، فلا يلزم ما ذكر. والله أعلم. (ح / ص).