وقوله تعالى: {فإن كان الذي عليه الحق سفيها أو ضعيفا أو لا يستطيع أن يمل هو فليملل وليه بالعدل}
  وقال ابن عباس، والربيع، ومقاتل: أراد ولي الحق، وهو صاحبه؛ لأنه أعم بدينه، فيملي بالحق.
  وقد اختلف أهل التفسير هل الثلاثة ترجع إلى معنى واحد؟ أو لكل لفظ معنى؟ فقيل: بل هي متغايرة، فالسفيه المجنون، والضعيف الصغير، والذي لا يستطيع الأخرس ونحوه، ويدخل في كل واحد من هو بمعناه.
  وقيل: السفيه: المبذر، والضعيف: الصبي، ومن لا يستطيع: المجنون. وهذا مروي عن القاضي، وصححه الحاكم، ومنهم من فسر السفيه بالصغير، ومنهم من فسر الضعيف بالشيخ الكبير الذي أصابه الخرف.
  قال في التهذيب: وإذا حجر على السفيه لم يصح إقراره عند الشافعي، ويصح عند أبي حنيفة، قال: وفي الآية دلالة على وجوب نصب الولاة والحكام، من حيث لا يتم أمر السفيه والضعيف إلا بهم.
  والزمخشري(١) قال: {سَفِيهاً} محجورا عليه لتبذيره، وجهله بالتصرف، وضعيفا: صبيا، أو شيخا مختلا، {أَوْ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ} لعي به أو خرس.
  وقال في الشفاء: السفيه: نقيض الحليم، الذي يجهل قدر المال، والضعيف: ناقص العقل، وجعل إقرار الولي عليهم يصح.
  إن قيل: ما الفائدة في إقراره على قول من قال: إنه صاحب الحق، وما تحقيق مذهبنا في هذه المسألة؟.
(١) لفظ الزمخشري في الكشاف {سَفِيهاً} محجورا عليه لتبذيره وجهله بالتصرف {أَوْ ضَعِيفاً} صبيا أو شيخا مختلا {أَوْ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ} أو غير مستطيع للإملاء بنفسه لعيّ به أو خرس {فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ} الذي يلي أمره من وصيّ إن كان سفيها أو صبيا، أو وكيل إن كان غير مستطيع، أو ترجمان يمل عنه وهو يصدقه. وقوله تعالى: {أَنْ يُمِلَّ هُوَ} فيه أنه غير مستطيع ولكن بغيره، وهو الذي يترجم عنه).