تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير}

صفحة 169 - الجزء 2

  إن قيل: فما حكم من تجند مع الظلمة ليستعينوا به على الجبايات، وأنواع الظلم؟.

  قلنا: عاص بلا إشكال، وفاسق بلا إشكال، لأنه صار من جملتهم، وفسقهم معلوم.

  فإن قيل: فإن تجند معهم لحرب إمام المسلمين؟ قلنا: صار باغيا، وحصل فسقه من جهة البغي والظلم، فإن كان هذا الظالم مجبرا لم يتغير الحكم في أمر الجندي، وإن كانت معصيته أشد.

  فإن قيل: قد حكي عن المهدي علي بن محمد⁣(⁣١) #: أنه كفّر من تجند مع سلطان اليمن، وقضى بردته؟ قلنا: هذا يحتاج إلى بيان وجه التكفير بدليل قطعي، وإن ساغ أن يقول ذلك استصلاحا لأمر الإمام⁣(⁣٢)،


(١) علي بن محمد هو: علي بن محمد بن علي بن يحي بن منصور بن المفضل بن الحجاج بن علي بن يحي بن القاسم بن يوسف بن يحي بن أحمد بن الهادي #، قال الإمام المهدي خال مولانا المهدي: مولده في ربيع سنة سبع وسبعمائة، ونشأ في طلب العلوم منطوقها والمفهوم، حتى بلغ فيها الغاية، وعلا على كاهل النهاية، دعوته يوم الخميس في جمادى الآخرة في ثلا سنة ٧٥٠ هـ، وعارضه آخرون، ولم يتم، وظهرت سيرته، وكثرت فتوحه، ونعش المذهب الشريف، وحاطه من التحريف، حتى ابتدأه ألم الفالج في ذمار سنة ٧٢ هـ، ثم نهض الدواري في جماعة محرم سنة ٧٣ هـ فنصبوا ولده الإمام صلاح الدين، ولم يزل ألمه يزداد إلى سلخ جمادى سنة ٧٧٤ هـ وتوفي بذمار وحمل إلى صعدة، قيل: بوصية منه، ومن الناس من يزعم أنه غير مجتهد والله أعلم.

(٢) قوله (في ذلك استصلاحا) الأولى في الجواب أن يقال: إنه كان من المجبرة، ومذهب الإمام علي بن محمد # كما هو المختار على مذهب الأئمة $، فيكون حكم من تجند معهم كحكمهم، كما قال في صدر المسألة: إن من تجند مع الظلمة حكمه حكم فاسق بلا إشكال؛ لأن الظالم كافر، وهذا الجواب لا يرد ... نعم: وظاهر كلام أهل المذهب أنه لا يشترط الإعتقاد، بل يكفر وإن لم يعتقد =