تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

وقوله تعالى: {إلا ما حرم إسرائيل على نفسه}

صفحة 192 - الجزء 2

  قالوا: كيف وأنت تأكل لحوم الإبل وألبانها⁣(⁣١)؟ فقال ÷: (كان ذلك حلالا لإبراهيم، فنحن نحله)، فقالت اليهود: كل شيء أصبحنا نحرمه فإنه كان محرما على نوح، وإبراهيم، وهلم جرا، حتى انتهى إلينا، فأنزل الله تعالى هذه الآية تكذيبا لهم.

  وقيل: إنه # حاجهم بالتوراة فلم يجسروا على إخراجها لعلمهم بصدق خبره.

  المعنى: {كُلُّ الطَّعامِ} قيل: أراد كل المأكولات على عمومه.

  وقيل: أراد الطيب من الطعام.

  وقوله تعالى: {كانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرائِيلَ} أي: حلالا لبني يعقوب.

  وقوله تعالى: {إِلَّا ما حَرَّمَ إِسْرائِيلُ عَلى نَفْسِهِ} قيل: حرم العروق، ولحوم الإبل، عن ابن عباس، والحسن، وعطاء، وجماعة، وقيل: العروق، عن مجاهد، والضحاك.

  وقيل: حرم الكبد، والكليتين، والشحم، إلا ما على الظهور، عن عكرمة.

  وقيل: حرم لحوم الأنعام.

  وقيل: حرم لحوم الإبل وألبانها.

  واختلف ما سبب تحريمه، فقيل: أصابه عرق النساء، فنذر إن شفاه الله تعالى أن يحرم العروق، وأحب الطعام إليه، وهو لحوم الإبل، وهذا مري عن ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، والضحاك، والسدي، ومقاتل، وهو قول أبي علي.

  وعن ابن عباس: «أن عصابة من اليهود جاءوا إلى نبي الله


(١) منصوب بفعل محذوف تقديره: وتشرب ألبانها.