تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

وقوله تعالى: {وضع للناس}

صفحة 197 - الجزء 2

  وعن أبي ذر أنه ÷ سئل عن أول مسجد وضع للناس، فقال: المسجد الحرام، ثم بيت المقدس، وسئل كم بينهما؟ فقال: أربعون سنة.

  وقيل: هو أول بيت وضع على وجه الماء، عند خلق السموات والأرض، خلقه الله تعالى قبل الأرض بألفي عام، وكان زبدة بيضاء على وجه الماء، فدحيت الأرض تحته.

  وقيل: لما أهبط آدم قالت له الملائكة: طف حول هذا البيت، فلقد طفنا قبلك بألفي عام، وهو زبدة بيضاء إلى آخر الخبر.

  واختلفوا من أول بناه؟ فقيل: إبراهيم #، وكان في موضعه قبل آدم بيت يقال له: الضراح⁣(⁣١)، وهو البيت المعمور، فرفع في وقت الطوفان إلى السماء الرابعة، تطوف به الملائكة، فبناه إبراهيم، ثم بناه قوم من العرب من جرهم، ثم هدم، فبنته العمالقة، وهم أولاد عليق بن سام بن نوح، ثم هدم، فبناه قريش.

  وعن ابن عباس هو أول بيت حج بعد الطوفان.

  وقيل: أول بيت ظهر على وجه الماء بعد أن خلق الله السموات والأرض.

  وقيل: خلقه الله على وجه الماء، وكان زبدة بيضاء عن مجاهد، وقتادة، والسدي

  وقيل: أنزل مع آدم ليطوف به.

  وقوله تعالى: {وُضِعَ لِلنَّاسِ} والواضع له الله تعالى، وقد قرئ في الآحاد (وَضَعَ) على البناء للفاعل، والمعنى: جعله الله متعبدا، وقوله


(١) بالضاد المعجمة. صحاح.