تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين}

صفحة 196 - الجزء 2

  بنار، ولأحلقنك بموسى، قال شعبة: قد جربته، تقوله وتمسح ذلك الموضع.

  وفي كتاب الخواص أنه إن ضمد على عرق النساء بالحلف سكن ضرباته، وإن طلي بالحرمل على عرق النساء نفعه، وفي أدوية محمد بن زكريا: أنه إن استنقع في بول الغنم لعرق النساء، والفالج، واللقوة أبرأه.

  قوله تعالى: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَهُدىً لِلْعالَمِينَ فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ إِبْراهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ}⁣[آل عمران: ٩٦ - ٩٧]

  النزول

  قيل: تفاخر المسلمون واليهود، فقالت اليهود: بيت المقدس أفضل وأعظم من الكعبة، لأنها مهاجر الأنبياء، وفي الأرض المقدسة، وقال المسلمون: بل الكعبة أفضل، فأنزل الله تعالى هذه الآية، وبين صدق المسلمين، وأن فيها آيات، ليست في بيت المقدس، ففيها مقام إبراهيم، {وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً}، ولله على الناس حجه، هذا عن مجاهد.

  وقيل: لما نزل قوله تعالى: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ}⁣[آل عمران: ٨٥] قالت اليهود: نحن مسلمون، فأمروا أن يحجوا إن كانوا مسلمين، فأبوا» عن عكرمة.

  المعنى: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ} قيل: المراد وضع للعبادة، وقيل: للبركة، وقيل: للقبلة، وقيل: للحج، والأول مروي عن علي #، والحسن، والفراء، وإلا فقد وضع قبله بيوت، وصحح هذا؛ لأنه أضافه إلى الناس، وذلك يقتضي الشركة في حكم.