تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون}

صفحة 208 - الجزء 2

  قال الأكثر: هذه الآية محكمة غير منسوخة، وروي ذلك عن ابن عباس، وطاووس، وأبي علي، وأبي القاسم.

  وقيل: إنها منسوخة بقوله تعالى في سورة التغابن: {فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ}⁣[التغابن: ١٦] وهذا مروي عن قتادة، والربيع، وابن زيد، والسدي.

  وقال أبو علي: هذا خطأ؛ لأن من اتقى جميع المعاصي فقد اتقى الله حق تقاته فلا يجوز أن ينسخ؛ لأن في ذلك إباحة بعض المعاصي.

  قيل: وقد حمل قولهم على أنه كان يجب تحمل الواجب مع الخوف والأمن.

  وقيل: كان يجب تحمل المغلظ والمخفف، فنسخ المغلظ، قال القاضي: لا معنى للنسخ.

  قال في الثعلبي: وقيل: إنها نزلت لما تفاخر ثعلبة بن غنم من الأوس، وسعد بن زرارة من الخزرج، فقال الأوسي: منا خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين، ومنا حنظلة غسيل الملائكة، ومنا عاصم بن ثابت بن أقلح حمي الدبر⁣(⁣١)، ومنا سعد بن معاذ الذي اهتز عرش الرحمن لموته، ورضي الله بحكمه في بني قريظة.

  وقال الخزرجي: منا أربعة أحكموا القرآن: أبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد، ومنا سعد بن عبادة خطيب الأنصار ورئيسهم، فجرى الحديث وطال حتى أخذوا السلاح فنزلت.


(١) وقد تقدم في قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَولُهُ} الآية.