تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

وقوله تعالى: {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا}

صفحة 209 - الجزء 2

  وقوله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا}⁣[آل عمران: ١٠٣]

  قيل: هو القرآن عن سعيد بن جبير وغيره، وروي مرفوعا، وعن ابن عباس أنه الإسلام.

  وعن مجاهد، وعطاء: هو عهد الله تعالى.

  وعن ابن مسعود، وابن عباس: هو الجماعة.

  وعن أبي العالية: إخلاص التوحيد.

  وقال الصادق #: «حبل الله أهل البيت $(⁣١).

  وقوله تعالى: {وَلا تَفَرَّقُوا} قيل: أراد عن دين الله.

  وقيل: عن رسول الله ÷، وقيل: عن القرآن.

  وقيل: عن الجماعة لقوله ÷ (ستفترق أمتي بضعا وسبعين فرقة، كلهم في النار إلا واحدة، قيل: وما الواحدة؟ قال: الجماعة) ويروى «السواد الأعظم» ويروى «ما أنا عليه وأصحابي».

  وقوله تعالى: {وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ}⁣[آل عمران: ١٠٣]

  قيل: أراد ما كان بين الأوس والخزرج من الحروب، حتى تطاول ذلك إلى مائة وعشرين سنة، فزالت الفتن والأحقاد بالإسلام.


(١) قال في تفسير الطوسي |: روى جعفر بن محمد الصادق عن آبائه $، عن رسول الله ÷ أنه لما نزلت هذه الآية سئل ÷ عن حبل الله، فضرب بيده على كتف علي #، وقال: هو حبل الله مرتين). وفي هذا دلالة واضحة على أن ولاية علي # من الدين، وأن طاعته واجبة، لأنها دخلت في جملة حبل الله المأمور بالتمسك به. تفسير الطوسي. (ح / ص).