قوله تعالى: {إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته وما للظالمين من أنصار ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد}
  وقيل: أراد الصلاة، ولهذا جاء في حديث عمران بن الحصين، عنه ÷ (صل قائما، فإن لم تستطع فقاعدا، فإن لم تستطع فعلى جنب، تومئ إيماء)
  وهذه حجة المؤيد بالله، والشافعي أن المريض الذي يعجز عن القعود يصلي على جنب، كما في اللحد.
  وعند الهادي #، وأبي حنيفة: يستلقي على قفاه؛ لأنه قال ÷ في مريض: (وجهوه إلى القبلة). والدليل الأول أظهر.
  وقد قيل: هذا الخلاف في الأفضل، وإلا فالكل صحيح.
  الثالثة: تعلق بقوله تعالى: {وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ} وهذا تنبيه على فضل التفكر، وهو أفضل الأعمال.
  وعنه ÷ (لا تفضلوني على يونس بن متى، فإنه كان يرفع له كل يوم مثل عمل أهل الأرض).
  قالوا: وإنما كان ذلك التفكر، الذي هو عمل القلب؛ لأن أحدا لا يقدر أن يعمل بجوارحه في اليوم مثل عمل أهل الأرض.
  وعن الحسن: تفكر ساعة خير من قيام ليلة.
  وعن سفيان الثوري: أنه صلى خلف المقام ركعتين، ثم رفع رأسه إلى السماء، فلما رأى الكوكب غشي عليه، وكان يبول الدم من طول حزنه وفكرته.
  وعن النبي ÷ (بينما رجل مستلق على فراشه، إذ رفع رأسه فنظر إلى النجوم وإلى السماء فقال: أشهد أن لك ربا وخالقا، اللهم اغفر لي، فنظر الله إليه فغفر له).
  وقال ÷ (لا عبادة كالتفكر) وكان سفيان بن عيينة كثيرا ما يتمثل ويقول: