تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا}

صفحة 274 - الجزء 2

  الموصي لسره أن يوصي لهم، فنهوا عن ذلك، وهذا قول مقسم⁣(⁣١)، وأبي مالك الحضرمي.

  ومنهم من قال: هو خطاب لولاة الأيتام أن يقولوا خيرا، ويفعلوا خيرا، وليأت إلى اليتيم ما يحب أن يفعل لذريته من بعده.

  فالمعنى: {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ} صفتهم أنهم لو شارفوا الموت ولهم ذرية ضعفاء⁣(⁣٢)، خافوا عليهم، فليتقوا الله عن ضرار الورثة⁣(⁣٣)، أو منع الميت من الوصية⁣(⁣٤) بماله أن يوصي به، أو أن يغلظوا على الأيتام⁣(⁣٥)، وجعل الورثة الذين يذهب حافظهم وكافلهم ضعافا، فشبّهوا بناقص القوة، وإن حمل على ضعف القوة لصغرهم صح، وقد جاء على الأول قول القائل⁣(⁣٦):

  لقد زاد الحياة إلى حبا ... بناتي إنهن من الضعاف

  أحاذر أن يرين البؤس بعدي ... وأن يشربن رنقا بعد صاف

  الرنق: الماء الكدر.


(١) هو مقسم - بكسر الميم، وسكون القاف، وفتح السين - ابن بجرة، مولى عبد الله بن الحارث بن نوفل، وإنما قيل له: مولى ابن عباس للزومه له، وهو تابعي ثقة.

(٢) وفي ب (ضعاف).

(٣) هذا على الوجه الأول.

(٤) هذا على الوجه الثاني.

(٥) هذا على الوجه الثالث.

(٦) القائل: هو أبو خالد الخارجي، لامه قطري بن الفجاءة، عن التخلف عن الحرب، فاعتذر بذلك، وقيل: لمحمد بن عبد الله الأزدي، وقيل: لعمران بن حطان. انظر حاشية الكشاف. وذكر ابن أبي الحديد أنه لأبي خالد الخارجي، وبعد البيتين:

وإن تعرين إن كسي الجواري ... فتنبو العين عن كوم عجاف

ولو لا ذاك قد سومت مهري ... وفي الرحمن للضعفاء كاف