تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

وقوله تعالى: {وإن كان رجل يورث كلالة أو امرأة وله أخ أو أخت فلكل واحد منهما السدس فإن كانوا أكثر من ذلك فهم شركاء في الثلث}

صفحة 289 - الجزء 2

  صفة لرَجُلٌ، أو يجعل خبر كانَ ... يُورَثُ وكَلالَةً حال من الضمير في يُورَثُ، هذا كلام جار الله ¦(⁣١) وهذا إذا جعل لكلالة للميت.

  وقرئ في الآحاد (يُوَرِّثْ كلالة) بتشديد الراء وتخفيفها بناء للفاعل، وانتصاب {كَلالَةً} على أنه مفعول به أو حال، وإذا جعلت الكلالة للقرابة فانتصاب {كَلالَةً} على أنه مفعول له، أي: يورث لأجل الكلالة، أو يورث غيره لأجلها، وتكملة هذا بيان الكلالة.

  [معنى الكلالة]

  واعلم: أن الكلالة في الأصل المصدر لمعنى الكلال وهو ذهاب القوة من حفى الإعياء، قال الأعشى⁣(⁣٢):

  فآليت لا أرثي لها من كلالة ... ولا من وجيّ حتى تلاقى محمدا

  ثم استعيرت للقرابة أو للميت، وقد اختلفوا في الكلالة على أقوال:

  الأول: أنه اسم للميت الذي يورث عنه، وهذا قول الضحاك، والسدي⁣(⁣٣)، والمراد: إذا لم يخلف الميت والدا ولا ولدا؛ أخذا من


(١) الكشاف (١/ ٥٠٩).

(٢) الكشاف (١/ ٥١٠٨، زاد المسير (٢/ ٣٢)، والبيت من قصيدة للأعشى مطلعها

غتمض عيناك ليلة أرمدا ... وعادك ما عاد السليم المسهدا

وهي قصيدة مدح بها النبي ÷ وهي في ديوانه (ص) ١٧ بشرح وتعليق د / محمد محمد حسين، مؤسسة الرسالة ط (٧) ١٤٠٣ هـ: ١/ ١٦٨٣ م، والبيت المذكور في ديوانه هكذا:

فآليت لا رأثي لها من كلالة ... ولا من حفى حتى تزور محمدا

وقوله حفي بالرجل تلطف بهو بالغ في إكرامه.

(٣) وأيضا قول ابن عباس وأبو عبيدة في جماعة، وقال أبو يعلى: الكلالة اسم للميت ولحالة صفته ولذلك انتصب. انظر زاد المسير (٢/ ٣٢).