تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {ولكل جعلنا موالي مما ترك الوالدان والأقربون والذين عقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم إن الله كان على كل شيء شهيدا}

صفحة 355 - الجزء 2

  قيل: أراد لكلّ حظّ⁣(⁣١) من الثواب على قدر كسبه، وقيل: كانت الجاهلية لا تورث النساء والصبيان فأبطل الله ذلك بهذه الآية.

  قوله تعالى: {وَلِكُلٍّ جَعَلْنا مَوالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ إِنَّ اللهَ كانَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيداً}⁣[النساء: ٣٣]

  النزول:

  قيل: نزلت هذه الآية في الذين آخى بينهم رسول الله ÷ من المهاجرين والأنصار حين قدموا المدينة، وكانوا يتوارثون بتلك المواخاة، ثم نسخ ذلك، عن ابن عباس وابن زيد⁣(⁣٢).

  وقيل: نزلت في الذين كانوا يتبنون أبناء غيرهم في الجاهلية، ومنهم زيد مولى رسول الله ÷ فأمروا في الإسلام أن يوصوا لهم عند الموت، وأما الميراث فللقرابة، عن سعيد بن المسيب⁣(⁣٣).

  وقيل: نزلت في حديث أبي بكر لأنه حلف أن لا ينفق على⁣(⁣٤) ابنه


(١) الوجه على هذا القول ما في النيسابوري، وهو ما لفظه (أو {لِلرِّجالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا}) أي: بسبب قيامهم بالنفقة على البيت {وَلِلنِّساءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ} بحفظ فروجهن، وطاعة أزواجهن، والقيام بمصالح البيت. اه فمن سببية أو تعليلية على هذا وهو مناسب. (ح / ص).

(٢) زاد المسير (٢/ ٧٢)، البخاري (ح / ٤٥٨٠)، تفسير الثعالبي (٢/ ٢٢٨)، تفسير الطبرسي (٥/ ٩١)، القرطبي (٥/ ١٦٥)، الخازن (١/ ٣٦٩).

(٣) تفسير الثعالبي (٢/ ٢٢٨)، الطبري (٤/ ٥٧ برقم ٨٢٨٩)، وذكره ابن عطية (٢/ ٤٦)، تفسير الطبرسي (٥/ ٩١ - ٩٢)، القرطبي (٥/ ١٦٦)، الخازن (١/ ٣٦٩) ز

(٤) ساقط في (ب).