تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

وقوله تعالى: {والذين عقدت أيمانكم}

صفحة 356 - الجزء 2

  عبد الرحمن ولا يورثه شيئا من ماله، فلما أسلم عبد الرحمن أمر أن يؤتى نصيبه من الميراث⁣(⁣١)، وقيل: كانوا في الجاهلية يتوارثون بالحلف والمعاقدة فثبت ذلك في أول الإسلام ثم نسخ⁣(⁣٢).

  المعنى: {وَلِكُلٍّ جَعَلْنا مَوالِيَ} أي: لكل واحد منكم جعلنا موالي أي: ورثة لأن المولى يطلق على المعتق والمعتق، والوارث، وابن العم، والسيد، والحليف، فأراد هنا الوارث مما ترك الوالدان والأقربون، فعلى هذا الموروث هو الوالدان والأقربون وهم الفاعلون للترك⁣(⁣٣).

  ووجه آخر: وهو أن المعنى: ولكل مال تركه⁣(⁣٤) الميت جعلنا له موالي، وهم الوالدان والأقربون، فيكون الوالدان والأقربون ورثة، فيكون هنا دلالة على إثبات ميراث القرابة جملة، ويكون دلالة هذه الآية كدلالة قوله تعالى: {لِلرِّجالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ}.

  وقوله تعالى: {وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمانُكُمْ} في تفسير ذلك أقوال⁣(⁣٥):

  الأول: أنه أراد الحلفاء في الجاهلية، وذلك أن الرجل كان يحالف غيره ويعاقده فيقول: دمي دمك، وهدمي هدمك، وسلمي سلمك، وحربي حربك، وترثني وأرثك، وتعقل عني وأعقل عنك، وأقره الرسول أولا⁣(⁣٦).

  قال جار الله: وروي أنه # خطب يوم الفتح فقال: «ما كان من


(١) الخازن (١/ ٣٦٩).

(٢) الطبرسي (٥/ ٩١)، القرطبي (٥/ ١٦٦)، الخازن (١/ ٣٦٩).

(٣) تفسير الطبرسي (٥/ ٩٠) في نسخة (وهم فاعل ترك).

(٤) في (ب): ترك.

(٥) زاد المسير (٢/ ٧١ /).

(٦) تفسير الطبري (٥/ ٩١)، القرطبي (٥/ ١٦٦)، الخازن (١/ ٣٦٩)، الكشاف (١/ ٥٢٣)، نواسخ القرآن ص (١٢٩).