وقوله تعالى: {والذين عقدت أيمانكم}
  عبد الرحمن ولا يورثه شيئا من ماله، فلما أسلم عبد الرحمن أمر أن يؤتى نصيبه من الميراث(١)، وقيل: كانوا في الجاهلية يتوارثون بالحلف والمعاقدة فثبت ذلك في أول الإسلام ثم نسخ(٢).
  المعنى: {وَلِكُلٍّ جَعَلْنا مَوالِيَ} أي: لكل واحد منكم جعلنا موالي أي: ورثة لأن المولى يطلق على المعتق والمعتق، والوارث، وابن العم، والسيد، والحليف، فأراد هنا الوارث مما ترك الوالدان والأقربون، فعلى هذا الموروث هو الوالدان والأقربون وهم الفاعلون للترك(٣).
  ووجه آخر: وهو أن المعنى: ولكل مال تركه(٤) الميت جعلنا له موالي، وهم الوالدان والأقربون، فيكون الوالدان والأقربون ورثة، فيكون هنا دلالة على إثبات ميراث القرابة جملة، ويكون دلالة هذه الآية كدلالة قوله تعالى: {لِلرِّجالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ}.
  وقوله تعالى: {وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمانُكُمْ} في تفسير ذلك أقوال(٥):
  الأول: أنه أراد الحلفاء في الجاهلية، وذلك أن الرجل كان يحالف غيره ويعاقده فيقول: دمي دمك، وهدمي هدمك، وسلمي سلمك، وحربي حربك، وترثني وأرثك، وتعقل عني وأعقل عنك، وأقره الرسول أولا(٦).
  قال جار الله: وروي أنه # خطب يوم الفتح فقال: «ما كان من
(١) الخازن (١/ ٣٦٩).
(٢) الطبرسي (٥/ ٩١)، القرطبي (٥/ ١٦٦)، الخازن (١/ ٣٦٩).
(٣) تفسير الطبرسي (٥/ ٩٠) في نسخة (وهم فاعل ترك).
(٤) في (ب): ترك.
(٥) زاد المسير (٢/ ٧١ /).
(٦) تفسير الطبري (٥/ ٩١)، القرطبي (٥/ ١٦٦)، الخازن (١/ ٣٦٩)، الكشاف (١/ ٥٢٣)، نواسخ القرآن ص (١٢٩).