تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه}

صفحة 388 - الجزء 2

  وقال الزهري: إلى الآباط، وظاهر مذهب الأئمة، وعامة الفقهاء وجوب استيعاب الممسوح.

  قال في (التهذيب): لأبي حنيفة روايتان في وجوب الاستيعاب، ولل: شافعي قولان.

  أما التخليل وإيصال باطن الأنف ونحو ذلك فخارج بالإجماع⁣(⁣١).

  قوله تعالى: {مِنَ الَّذِينَ هادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ}⁣[النساء: ٤٦]

  دل هذا على قبح تحريف الحق، وأنهم قد حرفوا وقت رسول الله ÷، ولكن ما أريد بالتحريف.

  فعن ابن عباس: أنها نزلت في ناس من اليهود، وكانوا يأتون النبي ÷ فيسألونه ويخبرهم، فإذا انصرفوا حرفوا كلامه⁣(⁣٢)، وقيل:

  يحرفون لفظ التوراة وذلك نحو تحريفهم اسمر ربعة⁣(⁣٣)، ووضعوا بدله آدم طوال، ونحو تحريفهم الرجم، بوضعهم الحد بدله⁣(⁣٤).

  قال الحاكم: الأكثر من شيوخنا حملوه على تحريف التأويل لامتناع


(١) قال في الأثمار: ثم مسح الوجه مستكملا كالوضوء، فيدخل في ذلك وجوب تخليل اللحية، والعنفقة، والشارب، وفي الغيث: قال في الكافي: لا خلاف أن تخليل اللحية بالتراب غير واجب، وإنما أراد الهادي # المبالغة لا الوجوب، قال مولانا #: الظاهر من كلام الهادي # الوجوب، ولا نسلم ثبوت الإجماع. (ح / ص).

(٢) تفسير الطبرسي (٥/ ١١٨ - ١١٩)، القرطبي (٥/ ٢٤٣)، زاد المسير (٢/ ٩٩).

(٣) الربعة: مربوع الخلق لا طويل ولا قصير ذكره في شمس العلوم في مفتوح الفاء ساكن العين.

(٤) تفسير الطبرسي (٥/ ١١٨ - ١١٩)، القرطبي (٥/ ٢٤٣)، زاد المسير (٢/ ٩٩).