قوله تعالى: {من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه}
  وقال الزهري: إلى الآباط، وظاهر مذهب الأئمة، وعامة الفقهاء وجوب استيعاب الممسوح.
  قال في (التهذيب): لأبي حنيفة روايتان في وجوب الاستيعاب، ولل: شافعي قولان.
  أما التخليل وإيصال باطن الأنف ونحو ذلك فخارج بالإجماع(١).
  قوله تعالى: {مِنَ الَّذِينَ هادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ}[النساء: ٤٦]
  دل هذا على قبح تحريف الحق، وأنهم قد حرفوا وقت رسول الله ÷، ولكن ما أريد بالتحريف.
  فعن ابن عباس: أنها نزلت في ناس من اليهود، وكانوا يأتون النبي ÷ فيسألونه ويخبرهم، فإذا انصرفوا حرفوا كلامه(٢)، وقيل:
  يحرفون لفظ التوراة وذلك نحو تحريفهم اسمر ربعة(٣)، ووضعوا بدله آدم طوال، ونحو تحريفهم الرجم، بوضعهم الحد بدله(٤).
  قال الحاكم: الأكثر من شيوخنا حملوه على تحريف التأويل لامتناع
(١) قال في الأثمار: ثم مسح الوجه مستكملا كالوضوء، فيدخل في ذلك وجوب تخليل اللحية، والعنفقة، والشارب، وفي الغيث: قال في الكافي: لا خلاف أن تخليل اللحية بالتراب غير واجب، وإنما أراد الهادي # المبالغة لا الوجوب، قال مولانا #: الظاهر من كلام الهادي # الوجوب، ولا نسلم ثبوت الإجماع. (ح / ص).
(٢) تفسير الطبرسي (٥/ ١١٨ - ١١٩)، القرطبي (٥/ ٢٤٣)، زاد المسير (٢/ ٩٩).
(٣) الربعة: مربوع الخلق لا طويل ولا قصير ذكره في شمس العلوم في مفتوح الفاء ساكن العين.
(٤) تفسير الطبرسي (٥/ ١١٨ - ١١٩)، القرطبي (٥/ ٢٤٣)، زاد المسير (٢/ ٩٩).